إذا كان انسحابُ المُطالبين برَجم المرأة الخاطئة حين قال لهم يسوع: «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلًا بِحَجَرٍ!» إقرارًا منهم بأنّ لا إنسان بلا خطيئة «إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ»، فمن هم القدّيسون إذًا؟
مع التقدّم المَهول الذي يشهده عالمنا اليوم في مجالاتٍ علميّة وتقنيّةٍ عدّة، زادت حياة الإنسان تعقيدًا وغدا عيش المسيحيّ إيمانَه الحقيقيّ تحدّيًا كبيرًا. فكيف يمكننا عيش إيماننا المسيحيّ اليوم من دون أن توهمنا المظاهر بأنّها الإيمان الحقيقيّ؟
كثيرون تناولوا سيرة الأب العلّامة يوسف حَبّي ودوره المتفرّد في خدمة الفكر والتراث والثقافة، وتأثيره في واقع كنيسته الكلدانيّة ومجتمعه العراقيّ عبر نتاجاته المتنوّعة وخدماته المتعدّدة، لا سيّما عبر شخصيّته المجدّة والمُخلصة والصدوقة. «فقد كان سخيًّا لا يردّ طلبًا لأحد، مُثقّفًا ثقافة أكاديميّة... لديه المقدرة على كتابة أيّ موضوع تطلبه منه، مُنفتِحًا، متواضعًا وبسيطًا... طموحًا ومغامرًا... يحبُّ الحياة، لا تُفارِق الابتسامة شفتَيه»، بحسب البطريرك لويس ساكو.
شرعت هجرات الكلدان الأولى إلى الولايات المتّحدة الأميركيّة منذ بدايات القرن العشرين، لتستقرَّ غالبيّتهم في ولاية مشيغان. ومع تزايد أعدادهم، تعدّدت كنائسهم وواظبوا فيها على ممارسة طقوسهم، محافظين على تراثهم المشرقيّ.
يُعلّمنا سفر الحكمة أنّ الله، خالق الكون بأسره، يعتني بمخلوقاته كلّها «لأَنَّ الصَّغيرَ والكَبيرَ هو صَنَعَهما، وهو يَعتَني بِالجَميعِ على السَّواء»، فهو موجودٌ في العالم بجوهره، وحاضرٌ بقدرته، ويدبّره بحكمته. وإزاء هذا التدبير الحكيم، هل يمكن أن يحدث شيء في عالمنا مصادفة؟ أم هو تدبير العناية الإلهيّة؟
شرع البابا لاوون الرابع عشر حبريّته معلنًا «أنا ابن للقدّيس أغسطينوس، أغسطينيّ»، مستنيرًا بكلمات القدّيس «معكم أنا مسيحيّ، ولأجلكم أنا أسقف»، ومضيئًا على تاريخ رهبنته، بخاصّةٍ على شفيعها القدّيس أغسطينوس.
نتعلّم من قصّة أبينا إبراهيم أنّ الله يُحبُّ إسماعيل ويعتني به، كما يُحبُّ إسحق الذي اختاره ويعتني به. فالله لا يُبرهِن محبّته لإنسانٍ بعينه من خلال رفضه إنسانًا آخَر، لأنّه إلهُ جميع البشر ودعا جميعهم إلى الصلاح: «قَدْ أَخْبَرَكَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا هُوَ صَالِحٌ، وَمَاذَا يَطْلُبُهُ مِنْكَ الرَّبُّ، إِلَّا أَنْ تَصْنَعَ الْحَقَّ وَتُحِبَّ الرَّحْمَةَ، وَتَسْلُكَ مُتَوَاضِعًا مَعَ إِلهِكَ».
أوْلَت الكنيسة الكاثوليكيّة العائلة أهمّيةً قصوى، ليس بالاستناد إلى تقليدٍ بشريّ بل بالأحرى إلى تعليمٍ متجذِّر بعمق في الكتاب المقدَّس منذ فجر الخليقة، وخصّتها بكثيرٍ من التقدير والعناية في تعليمها كونها النَّواة لحياة المجتمع والجماعة الكنسيّة.
إثر الهجوم الدمويّ الذي استهدف الأحد الماضي مصلّين في كنيسة مار إلياس للروم الأرثوذكس في حيّ الدويلعة-دمشق، وأوقع قرابة 100 ضحيّة بين شهيدٍ وجريح، عادت إلى الأذهان وقائع مشابهة تعدّدت أماكنها، لكنّ ضحاياها كانوا دائمًا مسيحيّين أبرياء استشهدوا وهم يتضرّعون في كنائسهم إلى الله أن يمنح بلدانهم السلام والأمان.
يلفت انتباه المؤمنين الحاضرين في احتفالٍ برسامةٍ شمّاسيّة أو كهنوتيّة، قصّ الأسقف المترئّس بعضًا من شعر المُرتَسِم. فما دلالة هذا العمل؟ وما الذي تريد الكنيسة أن تعلّمنا إيّاه عَبره؟
ليس الكهنوت وظيفةً تقع على الكاهن مسؤوليّة أدائها، بل هو دعوة من الله ورسالة يحملها ساعيًا من أجل خلاص النفوس، ملتزمًا ما تقتضيه من أمانة وبذلٍ للذّات بكلّ محبّة وتواضع، ليكون الانعكاس الأبهى لصورة المسيح في الخدمة.
تُنافس الآثار المسيحيّة القبطيّة في جمهوريّة مصر العربيّة، نظيراتها الفرعونيّة في شهرتها وأهمّيّتها، ما جعلها مقصدًا للسياحة الدينيّة ومنافسًا قويًّا للانضمام إلى قوائم اليونسكو للتراث العالميّ.
تُعلّمنا الكنيسة أنّ كلّ زوجَين مسيحيَّين يستطيعان أن يستدعيا دائمًا الروح القدس الذي قدَّس اتّحادهما، وإذا تمّ عيش الاتّحاد الجنسيّ بطريقة إنسانيّة، وتقديسه بسرّ الزواج المقدّس، يكون بدوره سبيلًا لنموّ الزوجين في حياة النعمة. فما الحال إن لم تتقدَّس العلاقة بسرّ الزواج؟
دخَلَ الاحتفال بعيد القربان المقدَّس، المعروف بعيد الجسد الإلهيّ، طقس الكنائس المشرقيّة منذ انتمائها إلى الكنيسة الكاثوليكيّة، ليتشارك الجميع في هذه «التظاهرة الإيمانيّة»، كما وصفها الأب بيوس عفّاص، الكاهن السريانيّ الكاثوليكيّ المتقاعد، في مواجهة مَن أنكروا حقيقة حضور المسيح في القربان.
أعاد رحيل المطران بولس ثابت، راعي أبرشيّة ألقوش الكلدانيّة، معاناة مسيحيّي العراق إلى الواجهة، لا سيّما مؤمني الموصل وقرى وبلدات سهل نينوى، الذين خدمهم بتفانٍ ورافقهم روحيًّا في خلال سنوات التهجير القسري إبّان الاحتلال الداعشي عام 2014 وما تلاه.
يُمكننا القول إنّ الأماكن السياحيّة الدينيّة في المملكة الأردنيّة الهاشميّة تحاكي مثيلاتها التي تضمّها الأراضي المقدّسة بأهمّيّتها وقدسيّتها، لا سيّما عبر ارتباطها بأحداث ومواقع كتابيّة جعلتها مقصِدًا بارزًا للسيّاح من أنحاء العالم كافّة وأماكن معتمدة للحجّ المسيحيّ.
إلى جانب أهمّية الماء وضرورته في ديمومة حياة المخلوقات، فقد شكَّلَ أيضًا عنصرًا جوهريًّا في طقوس الإنسان وعباداته عبر التاريخ. فمنذ نشوء الديانات، دأب الأقدمون على استعماله قبل دخولهم إلى هيكل العبادة، باعتباره مادّة أساسيّة في المرحلة التطهيريّة قبيل المشاركة في الطقوس. وسواء أكان استخدامه بقصد التطهير الفعليّ أم الرمزيّ، يبقى الماء العنصر الطبيعيّ الأبرز في الممارسات الطقسيّة، نظرًا إلى توفّره دائمًا.
يفتخر قضاء عنكاوا، التابع لمحافظة أربيل في إقليم كردستان العراق، باحتضانه التجمّع الأكبر لمسيحيّي العراق، إذ يضمّ قرابة خمسة وسبعين ألف مسيحيٍّ من أبناء الكنائس الرسوليّة، الكاثوليكيّة والأرثوذكسيّة، فضلًا عن أبناء الكنائس الإنجيليّة.
رغم الأجواء المشحونة وتحدّيات الصراع المستجدّة على الساحة، و«برجاء لا يخيِّب»، نظّم المجلس الرعويّ لأبرشيّة بغداد البطريركيّة الكلدانيّة لقاءً لعائلات الأبرشيّة احتفاءً بيوبيل الكنائس الشرقيّة في كنيسة القلب الأقدس، بحضور عدد من الآباء الكهنة والرهبان والراهبات وجمهور المؤمنين.
في رواية يوحنّا الإنجيليّ عن إنسان وُلد أعمى، حينما سأل الجَمع يسوع: «رابِّي، مَن خَطِئَ، أَهٰذا أَم والِداه، حَتَّى وُلِدَ أَعْمى؟»، كان ردّ الربّ مختلفًا عن المتوقّع، فلم يحدّد إن كانت خطيئته السبب أم خطيئة والدَيه، بل قال: «ولٰكِن كانَ ذٰلك لِتَظهَرَ فيه أَعمالُ الله» (يو 9: 1-3).