وشرح أنّ الإيمانَ بأنّ الله أحبّنا، حتّى إنّه أرسل ابنه الوحيد لافتدائنا، والاعتراف بالمسيح مخلِّصًا وبأنّه "ابن الله الحيّ"، على مثال بطرس، هما نقطتا الشروع لعيش مسيحيّتنا، فيكون اعترافنا وإيماننا شخصيًّا، وليس مبنيًّا على إملاءات المجتمع وتوقّعاته أو لأنّنا وُلدنا على هذا الإيمان.
وأضاف: «يُعلّمنا يوحنّا الرسول في رسالته الأولى أنّ "اللهَ مَحَبَّةٌ" وأنّ "مَنْ يُحِبُّ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ اللهِ وَيَعْرِفُ اللهَ". لكنّ محبّتنا لله الذي لا نراه غير مستطاعة من دون محبّة القريب الذي نراه. فيختصر يوحنّا تعليمه بوصيّةٍ مهمّة "مَنْ يُحِبُّ اللهَ يُحِبُّ أَخَاهُ أَيْضًا". والله يدعونا إلى الاقتداء به فتكون محبّتنا مجّانيّةً وحرّة. وعيشنا محبّةً دون مقابل ولا تقيّدها شروط يؤهّلنا لعيش إيماننا المسيحيّ الحقيقيّ».
يُعطينا ربّنا يسوع المسيح مثالًا للمحبّة اللامتناهية عبر حياته وموته على الصليب من أجل خلاصنا. «وفي افتدائه شعبه الذي سلّمه للموت وغفرانه لصالبيه، دعوةٌ لنا إلى الاقتداء بمثاله، غافرين لمن أخطأوا إلينا، وهذه خطوةٌ أخرى مهمّة في عيش إيماننا»، بحسب خالد.
الصلاة حوارنا مع الله
تُتيح لنا الصلاة فرصة الحوار مع الله، ما يساعدنا على تجاوز صعوبات حياتنا وبناء علاقة بنوّةٍ حقيقيّة مع إلهنا، ونرتبط معه بصداقةٍ تؤهّلنا لعيش مسيحيّتنا على حقيقتها. وهذه العلاقة قوامها الحوار المتبادَل، إذ لا يمكن أبدًا أن تُبنى من طرفٍ واحد.
وختم خالد قائلًا إنّ مفاعيل الصلاة مميَّزة جدًّا، فهي تفتح الطريق أمامنا لننطلق صوب الله، وتهيّئنا للقاء الله القادم نحونا. ومثلها الاحتفال بالأسرار المقدّسة، فعيش الأسرار يعني عَيش إيماننا المسيحيّ، ففيها يأتي الله للقائنا ويسكن بيننا، يغذّينا بجسده ودمه لنحيا الحياة المسيحيّة التي يريدها منّا.