تجلّت الروح التبشيريّة للبابا الراحل فرنسيس من خلال رحلاته الكثيرة، إذ أجرى 47 رحلة رسوليّة خارج إيطاليا، وزار 61 دولة، أي ما يعادل ستّ دول سنويًّا.
بينما تستعدّ الكنيسة لانعقاد الكونكلاف، المجمع السرّي لانتخاب خليفة البابا فرنسيس، تمتدّ قلوب المؤمنين بالصلاة من روما إلى أقاصي الأرض لأجل الحبر الأعظم الراحل.
بحبٍّ مغمورٍ بحزن، رافق موارنة لبنان والاغتراب البابا فرنسيس في رحلته الأخيرة، رحلته إلى الحياة الأبديّة. ومن وطن الأرز الذي أحبّه من دون أن يقصده، رُفِعت الصلوات لراحة نفسه. صلوات ردّدت صداها الكنيسة المارونيّة في مختلف أنحاء العالم.
في خلال سنوات حبريّته، عُرِف البابا فرنسيس باهتمامه بـ«الأقطار المنسيّة» من الكرة الأرضيّة، إذ سلّط الضوء في رحلاته ومواقفه على المناطق المهمّشة منها. ومن همومه العالميّة، تضامنَ مع لبنان بشكل عميق.
عام 1992، نقل البابا القدّيس يوحنّا بولس الثاني فجأةً الأب خورخي ماريو بيرغوليو، أي البابا فرنسيس لاحقًا، من قرطبة الإسبانيّة ليُصبح أسقفًا مساعدًا في بوينس آيرس، بناءً على طلب الكاردينال أنطونيو كواراسينو الذي كان يشغل آنذاك منصب رئيس أساقفة المدينة الأرجنتينيّة.
في 30 أبريل/نيسان عام 2000، أعلن البابا يوحنا بولس الثاني الأخت البولندية ماريا فوستينا كوفالسكا قديسةً على مذابح الكنيسة الكاثوليكية، وجعل الأحد الثاني من زمن الفصح تاريخًا ثابتًا لعيد الرحمة الإلهية. وهذا العام، تحتفل الكنيسة الكاثوليكية في 27 أبريل/نيسان بهذا العيد.
ترأس الكاردينال بييترو بارولين، أمين سرّ حاضرة الفاتيكان، القداس الإلهي صباح اليوم في ساحة القديس بطرس-الفاتيكان بمناسبة عيد الرحمة الإلهية، واليوم الثاني من تساعية الحداد على البابا فرنسيس. وقد غصّت الساحة بآلاف الشبّان والشابات القادمين من مختلف أنحاء العالم، احتفالًا بيوبيل المراهقين في إطار السنة اليوبيلية.
منذ لحظة تولّيه كرسيّ روما الرسوليّ، ارتبط اسم البابا الراحل فرنسيس بسوريا؛ فهو أوّل حبر رومانيّ غير أوروبيّ يتبوّأ هذا المنصب منذ غريغوريوس الثالث (731-741) المولود في سوريا، بفارق 1282 عامًا.
تجلّى هدف التركيز على «الأقطار المنسيّة» الذي اتّخذه البابا الراحل فرنسيس من خلال محاربته «الاستعمار الإيديولوجيّ»، ومدِّه اليَد في الوقت نفسه لبلدان مجموعة السبع ودولٍ عدّة مثل الصين.
دأبت الكنيسة الكاثوليكيّة على اتّباع تقاليد وأعراف راسخة في التعامل مع جثمان البابا عند وفاته، وذلك بين فترة انتقاله إلى الحياة الأبديّة وحتّى دفنه.
طلب رئيس مجمع الكرادلة الكاردينال جوفانّي باتيستا ري صباح اليوم من البابا فرنسيس أن يصلّي للكنيسة ولمدينة روما والعالم أجمع من السماء.
بمزيج من الحزن والاحترام، حضرت اليوم إلى روما حشود الحجّاج للمشاركة في جنازة البابا فرنسيس؛ رؤساء دول، وقادة دينيون، وشخصيّات من الصف الأوّل، انضمّوا إلى المؤمنين القادمين من قارات الأرض كافّة، ليكونوا شهودًا على رحيل رجل طبع عهده ببساطة الكلمة وعمق الرسالة واتساع اليد الممدودة للجميع. تعيش المدينة يومًا استثنائيًّا في ظلّ انتشار أمني واسع وإغلاق للطرق.
أولمر، مشرّد من الجنسيّة الرومانيّة يفترش الطرق بالقرب من حاضرة الفاتيكان. التقى البابا فرنسيس أكثر من مرّة، منها قُبيل رحلته الرسوليّة إلى رومانيا عام 2019، وفق قوله لـ«آسي مينا». وعندما عَلِم بوفاة الحبر الأعظم، وضع صمدة عليها صُوَر الراحل إلى جناب يسوع والعذراء مريم.
في حضور كنسيّ مسكونيّ ورسميّ لافت، ترأس النائب الرسولي في مصر المطران كلاوديو لوراتي مساء أمس القداس الإلهي، لراحة نفس البابا فرنسيس، في كاتدرائية سانت كاترين للاتين-الإسكندرية. عاونه نائبه المونسنيور أنطوان توفيق ومطرانا الموارنة والروم الملكيين الكاثوليك في مصر جورج شيحان وجان ماري شامي، والوكيل البطريركي للأقباط الكاثوليك في الإسكندرية القمص أنطونيوس غطاس.