تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بعيد الثالوث الأقدس في الأحد الذي يلي عيد العنصرة. ويحتلّ هذا السرّ الإلهي مكانًا مركزيًّا في الإيمان المسيحي باعتباره «أساس طريق الإيمان وغايته الأخيرة»، بحسب ما يقول القديس يوحنا بولس الثاني في براءة الإعلان عن يوبيل عام 2000، سرّ التجسّد (رقم ٣).
يخبرنا الكتاب المقدّس أن الربّ يسوع «دعا تلاميذه واختار منهم اثني عشر سمّاهم أيضًا رسلًا» (لو 6: 13). ثمّ يذكر أسماء جميعهم، وآخرهم «يهوذا الإسخريوطي الذي صار مُسَلِّمًا أيضًا» (لو 6: 16). فبعد ثلاث سنوات من اتّباع يسوع وسماع أقواله وتعاليمه ومعاينة أعماله وعجائبه، اختار الإسخريوطي خيانة معلّمه.
بمسيرة مريميّة حاشدة يتقدّمها رئيس أساقفة الموصل وتوابعها للسريان الكاثوليك المطران بنديكتوس يونان حنّو وكهنة وراهبات، اختتم ملتقى أخوات مريم البتول فعاليّات مهرجانه السادس في بغديدا بمحافظة نينوى، شمالي العراق.
يحتل القديس الجاثليق البطريرك شمعون برصبّاعي مكانةً متميّزة ومهمّة في تاريخ كنيسة المشرق. في فترة بطريركيّته القصيرة نسبيًّا ما بين (329-341)، كان له دورٌ فاعل في تنظيم الليتورجيا المشرقيّة، فهو الذي رتّب تقسيم المرتّلين إلى جوقَيْن يتناوبان في ترديد الصلوات، وإليه تُنسب ترتيلة «لا خومارا دخلّا مودينان» (بكَ يا ربّ الكل نعترف) التي ما زالت تُرَتَّلُ في القداس المشرقي حتى يومنا الحالي.
بأسلوبٍ شعري رائع، يقدّم نرساي الملفان تعليمه المتضمّن تلك الصورة الواقعيّة عن العذراء مريم في طرحٍ لاهوتي وروحي أساسه الكتاب المقدّس، تمتزج فيه الصورة والكلمة والنغم الموسيقي، فضلًا عن تفسيره الكثير من أسفار الكتاب المقدّس وتأليفه رتبة قدّاسٍ مفقودة وما قدّمه من شعرٍ ونثرٍ في تراتيل وطلبات وميامر أغنت الليتورجيّة المشرقيّة على مدار السنة. على غرار الآباء الأوائل، نجد لدى نرساي شكلًا بسيطًا جدًّا للتعبير عن الإيمان، يحوّل معطيات من الإنجيل إلى صلوات ينظمها كأشعار، فـ«بمجرّد أن نغمض أعيننا ونسمع هذه الكلمات وإيقاعاتها، نحسّ أنفسنا في ملامسة مع هؤلاء الأشخاص ونتأثر بما يقولونه»، وفق كتاب «مدخل إلى اللاهوت المريمي في تراث الكنيسة الكلدانيّة» للبطريرك الكلداني لويس روفائيل ساكو.
رافعين الصلوات والابتهالات، شارك مؤمنو كاتدرائيّة مار يوسف الكلدانيّة في عنكاوا بمسيرة حجّ نظّمتها إيبارشيّة أربيل إلى مزار مريمانا المكرّس لمريم العذراء.
أطلقت أبرشيّة البصرة الكلدانيّة شعارها الرسمي الجديد، فجاء مبرزًا اسمها بالآراميّة والعربيّة والإنكليزيّة في شكلٍ دائري. ما معاني هذا الشعار؟ ما رموزه؟ ما دلالات ألوانه؟
«قد يعتبر كثيرون أن إنشاء مدرسة ابتدائيّة أمرًا عاديًّا، لكن قيام الكنيسة بتلك المهمّة في جنوب العراق، وسط هذه الظروف القاسية، يتطلّب جهدًا مضاعفًا وإيمانًا عميقًا برسالة الكنيسة الثقافيّة الروحيّة». بهذه الكلمات، أكد راعي أبرشيّة البصرة الكلدانيّة المطران حبيب هرمز، في حديث خاصّ إلى «آسي مينا»، أهمية دور المؤسسات التعليميّة التابعة لأبرشيّته.
في العام 2014، فرّ مسيحيّو بلدة كرمليس العراقيّة، الواقعة في سهل نينوى، من احتلال تنظيم داعش الإرهابي على رجاء العودة إلى ديارهم. لكن خرابًا جسيمًا أصاب المنطقة بعد تحريرها في العام 2017، وبالأخصّ كنيستها، حيث عُثِرَ على تمثال العذراء الشهير مقطوع الرأس. في الشهر المريمي، سألت «آسي مينا» راعي أبرشيّة ألقوش الكلدانيّة المطران بولس ثابت، خوري رعيّة كرمليس في ذلك الوقت، عن تفاصيل الحادثة.
لم يكن المسيحيّون أوّل من استخدموا المسبحة في تنظيم الصلوات والعبادات، فقد سبقتهم إلى ذلك ديانات قديمة عدّة مع الاختلاف في طبيعة الصلوات. لكن المسبحة الورديّة لم تعرف الانتشار الواسع بين الكاثوليك إلا عقب ظهور مريم العذراء للقديس دومينيك دي غوزمان (عبد الأحد) في العام 1213، حاملةً مسبحةً بيدها، فدعته إلى تلاوتها لأنها ستكون سبب نجاح مساعيه في هداية المهرطقين.
تناول الملفان كوركيس وردة، أحد مؤرّخي المذبحة التي وقعت في قلعة أربيل وطالت مسيحييها أيّام البطريركَيْن يهبالاها الثالث ودنحا الثاني، عقائد مسيحيّة عدّة في كتاباته وميامره. لذا، أُدرج بعضها ضمن ليتورجيا كنيسة المشرق، وإليه تُنسب معظم تراتيل الأعياد التي تُسمّى «ܫܒܚ-المجد».
يحتفل دير السيّدة حافظة الزروع في ألقوش، شمالي العراق، الواقع في السهل المقابل لدير الربّان هرمزد، بعيده السنوي في 15 مايو/أيار، تذكار مريم حافظة الزروع بحسب الطقس الكلداني.
نظّم مسيحيّون عراقيّون وقفات سلميّة تضامنيّة مع بطريرك الكنيسة الكلدانيّة الكاردينال لويس روفائيل ساكو في مناطق عراقيّة عدّة. ويأتي هذا الدعم الشعبي لساكو بعد تعرّضه لهجمة إعلاميّة في الأسابيع الأخيرة.
بموقعه المتميّز المطلّ على أطلال تلّ قصرا الأثري مقابل كنيسة مار كوركيس الأقدم في عنكاوا بأربيل، شمالي العراق، يبرز متحف التراث السرياني صرحًا حضاريًّا فريدًا ومؤسّسة توثيقيّة تسعى إلى الحفاظ على الإرث السرياني المسيحي وصيانته وعرضه وتعريف الأجيال الجديدة بكل ما يحفل به من أصالة وجمال وإبداع في سعيها لتشجيعه على التمسّك بأرض الآباء والأجداد.
في مواضع عدّة، يخبرنا الكتاب المقدّس عن أشخاصٍ أعلنوا رغبتهم في الموت لكنهم لم يتجرأوا على إنهاء حياتهم، على سبيل المثال إعلان موسى رغبته في أن يُقْتَلَ حينما ثَقُلَ عليه حمل الشعب (عد 11: 10-15)، وطلب إيليّا أن يأخذ الله نفسه منه (1 مل 19: 4)، وطلب يونان أيضًا (يون 4: 3-8). لكن يهوذا الإسخريوطي أنهى حياته حينما «طَرَحَ الفِضَّةَ فِي الهَيْكَلِ وَانْصَرَفَ، ثُمَّ مَضَى وَخَنَقَ نَفْسَهُ» (مت 27: 5).
لا تنكر الكنيسة حقّ الأزواج الذين يواجهون مشكلات صحّية قد تعوق إنجاب الأطفال، بل تشعر بمعاناتهم وتتفهّمها لأنها ترى في سرّ الزواج «شركة عميقة في الحبّ والحياة الزوجيّة» (الإرشاد الرسولي «فرح الحبّ») باعتباره الميثاق الذي أسّسه الخالق ووضع قوانينه، والهادف إلى خير الزوجين وإنجاب الأولاد وتربيتهم في شركة حياة وحبّ (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيّة، سرّ الزواج، رقم 1660).
كان حضور رهبانيّة الإخوة الواعظين في العراق متميّزًا على أكثر من صعيد. وفي الموصل خصوصًا، كانت لهم مؤسّسات تعليميّة وخدماتيّة وطبّية عدّة، بينها معهد مار يوحنا الحبيب الإكليريكي الذي أنشأوه في العام 1878 ليكون أحد أبرز تلك المؤسسات وعلامةً فارقة تركت أثرًا مهمًّا في حياة الكنائس الكاثوليكيّة في العراق إذ تخرّج فيه قرابة المئتين من كهنة الكنيستَيْن الكلدانيّة والسريانيّة على مدى قرن من الزمن.
لا نجد للعذراء مريم صورًا أو أيقونات في تراث كنيسة المشرق، ما عدا بعض المنمنمات التي تتضمّنها المخطوطات القديمة، وفق كتاب «مدخل إلى اللاهوت المريمي في تراث الكنيسة الكلدانيّة» للبطريرك الكلداني لويس روفائيل ساكو.
يُعرف شهر مايو/أيّار بتكريسه للعذراء مريم. فيه تتجدّد الدعوة إلى التأمّل بأسرار المسبحة الورديّة. لكن في اليوم الأوّل منه يُعَيَّدُ لقديس عظيم متواضع هو مار يوسف النجّار شفيع العمّال..
اعتاد أهالي الموصل لقرونٍ خلت أن يلتئموا على المحبّة، بالرغم من اختلافهم وتنوّعهم، مستلهمين معاني اسم مدينتهم (المَوْصِل: مَوْضِعُ الوصل بمعنى الضمّ واللأم). وليس بغريب أن تجد عالم آثار مسلمًا متعمّقًا في التراث المسيحي السرياني ويعمل على توثيقه، ولا سيّما بعد ما أصابه من دمار وتخريب في خلال سيطرة تنظيم داعش على الموصل للفترة الممتدّة ما بين 2014 و2017، وفي أثناء عمليّات التحرير.