العالم, الخميس 3 يوليو، 2025
يُعلّمنا سفر الحكمة أنّ الله، خالق الكون بأسره، يعتني بمخلوقاته كلّها «لأَنَّ الصَّغيرَ والكَبيرَ هو صَنَعَهما، وهو يَعتَني بِالجَميعِ على السَّواء»، فهو موجودٌ في العالم بجوهره، وحاضرٌ بقدرته، ويدبّره بحكمته. وإزاء هذا التدبير الحكيم، هل يمكن أن يحدث شيء في عالمنا مصادفة؟ أم هو تدبير العناية الإلهيّة؟
أوضح الأب أدَّي صليوه، راعي كنيسة مريم العذراء حافظة الزروع الكلدانيّة في بغداد-العراق، في خلال حديثه عبر «آسي مينا»، أنّ التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة يُعرّف العناية الإلهيّة بأنّها «التدابير التي بها يقود الله خليقته إلى كمالها». وأحالنا إلى وصف القدّيس توما الأكوينيّ لها بأنّها «الخطّة التي وضعها الله لخلق المخلوقات وتحقيق غايتها».

وتابع: «هكذا يُمكننا أن نفهم أنّ الله جَعَل لوجود كلّ مخلوقٍ من خلائقه غايةً، ووسائط مناسبة لبلوغه كمالها، لأنّ "الرَّبّ صَنَعَ كُلَّ شَيءٍ لِغايَتِه" (أم 16: 4)، وجعل إظهار مجده ومحبّته الإلهيّة الغاية التي من أجلها خُلِق البشر، متفوّقين على سائر المخلوقات بأنّ الله أراد أن تكون سعادته سعادتهم، ومجده مجدهم».