أربيل, السبت 14 يونيو، 2025
في رواية يوحنّا الإنجيليّ عن إنسان وُلد أعمى، حينما سأل الجَمع يسوع: «رابِّي، مَن خَطِئَ، أَهٰذا أَم والِداه، حَتَّى وُلِدَ أَعْمى؟»، كان ردّ الربّ مختلفًا عن المتوقّع، فلم يحدّد إن كانت خطيئته السبب أم خطيئة والدَيه، بل قال: «ولٰكِن كانَ ذٰلك لِتَظهَرَ فيه أَعمالُ الله» (يو 9: 1-3).
أراد يسوع توجيه الأنظار إلى أنّ معرفة السبب أو المُسَبِّب ليست مهمّة، فالأهمّ هو مواجهة الخَلَل وتصحيحه فورًا وجذريًّا، وفق ما بيَّنَ الأب أمير ججّي الدومنيكيّ عَبر «آسي مينا». وفسّر أنّ «حياة الإنسان، في نظر الله، أثمن من أيّ شيء. لذا، يفتح يسوع عَينَيّ الأعمى غافِرًا له وفاتحًا قلبه على نور الإيمان، قبل أن يُجيب عن السؤال».

وتابع: «سلّط لوقا الإنجيليّ الضوء على موقف آخَر ليسوع تجاه الألم، عندما أخبره قَوْمٌ "عَن الجَليليّينَ الذين خَلَطَ بيلاَطسُ دَمَهُم بذَبائحهم"، ليُعلن يسوع أنّهم ليسوا «خُطَاةً أكثرَ مِن كُلِّ الجَليليّينَ لأنَّهُمْ كَابَدُوا مِثْلَ هذَا»، ويُصرِّح بأنّهم ماتوا بسبب قسوة الإنسان وعنفه وشرّه تجاه أخيه الإنسان.