بيروت, السبت 26 يوليو، 2025
درَسَ توفيق دياب اللاهوت والكتاب المقدّس، وانطلقَ يُبشّر بالمسيح منذ أكثر من خمسة وثلاثين عامًا، فعاش للكلمة وعاشت فيه. يُعدّ من مؤسِّسي جماعة «رسل الكلمة» التي تسير على خُطى مرشدها الروحيّ العلّامة الراحل الأب بولس فغالي. يُطِلّ عبر «آسي مينا» ليكشف لنا هويّة المبشّر وأهمّ السمات التي يجب أن يتحصّن بها، انطلاقًا من اختباره الحيّ ورسالته التبشيريّة.
يتساءل دياب: «من هو المبشّر الحقيقيّ؟ هل هو الخطيب البارع؟ هل هو حامل الكتاب المقدّس بين يديه، والمعلومات اللاهوتيّة في الذهن؟ أم إنّه ذاك الذي سكنتْ فيه الكلمة، فحوّلته إلى رسالة حيّة تمشي بين الناس؟ أنا لا أشهد اليوم من منطلق فكريّ أو دراسة نظريّة وحسب، بل من مسيرة خمسة وثلاثين عامًا في البشارة، إذ عشتُ لأجل الكلمة، وحملتُ الإنجيل على كفّي وفي قلبي».

ويردِف: «بمرور الزمن، اكتشفتُ أنّني لم أكن أنا من يحمل الكلمة، إنّما هي التي حملتني، وسارت بي إلى أماكن لم أكن أحلم بدخولها، إلى وجوه لم أعرفها، وإلى قلوب انتظرتْ يسوع من خلال شاهدٍ بسيطٍ آمن فقط بقوّة الكلمة. في عمق هذه المسيرة، أدركتُ حقيقة أساسيّة، هي أنّ الله لا ينتظر الإنسان في مكان معيّن ليبدأ عمله فيه، بل يأتي إليه أينما كان، في ضعفه، في ارتباكه أو في يوميّاته البسيطة. كلّ إنسان، أيًّا تكُن خلفيّته أو وضعه أو تاريخه، مدعوٌّ ليكون شاهدًا، لأنّ الدعوة لا ترتبط بالمكان إنّما بالله الذي يختار ويحوّل ويُرسِل».