أين الله في وقت الألم؟

رجل محبط رجل محبط | Provided by: Road Trip with Raj/unsplash

مع وقوع الكوارث الطبيعيّة والحروب والحوادث المميتة، يحضر السؤال: أين الله في وقت الألم؟ أفضل مفتاح نمتلكه لمعرفة شعور العليّ تجاه الألم البشري هو النظر إلى استجابة يسوع له.

كان المسيح حسّاسًا للغاية تجاه توجّع البشر، فقد جال بين الناس شافيًا إيّاهم بقوّته التي لم يستخدمها للعقاب قطّ.  وعلى الرغم من سعادة الناس بذلك الأمر، لم يجعل يسوع معجزاته محور خدمته، بل استخدمها علامةً لحقٍّ أكثر عمقًا من مجرّد الشفاء.

يقصّ لنا المسيح واقعة سقوط أحد الأبراج الذي تسبّب بمقتل 18 شخصًا، مشيرًا إلى أن سبب موت هؤلاء الأشخاص لا علاقة له بذنوبهم. وفي آياتٍ عدّة، يتّضح من كلامه أنه يريد من الإنسان أن يثمر، معيدًا التفكير بمعنى حياته ولو تأخّر، على مثال شجرة التين التي بقيت ثلاث سنوات ولم تأتِ بثمر، لكن مع تهديد صاحبها بقطعها، استيقظ الوعي في ذهن الكرّام وطلب من صاحبها الصبر سنة أخرى كي يأتي بالسماد (لوقا 13: 4- 9).

يشرح الأب البروفسور إدغار الهيبي في أحد منشوراته على فيسبوك أن ما نسمّيه كوارث طبيعيّة يؤلم الإنسان ويكلّفه خسارات جمّة، لكن هذا الألم هو محرّك للنموّ والرقي في رؤيتنا للحياة، بما فيها المحدوديّة والموت، وفي فهمنا للوجود والكون ومقوّماته الجيولوجيّة والفيزيائيّة والنفسيّة، وفي تواضعنا وتضامننا ونضوجنا.

ويضيف الهيبي أننا نستلهم من الخالق دعوتنا كي نعتني بالخلق ونحقّق الازدهار بواسطة التوجّع، ليس عبر منظومات دينيّة وما ورائيّة فحسب، إنما بهندسات مسؤولة تجعل البشر يتعاملون بانسجام مع نظام الكون والطبيعة. ويوضح الهيبي أن على الإنسان استدعاء الله وقت الألم من ذلك المنطلق، وليس لأنّه قوّة تفوق ما يؤلمنا، مشدّدًا على فكرة «ليس كل ما يؤلم شرًّا. القتل شرّ أما الموت فلا».

في الخلاصة، من المهمّ أن يعيش الإنسان بروح القيامة، خاصّة أمام الظلمة والأوقات العصيبة، وأن يتذكّر كلمات يسوع: «تشجّعوا! أنا هو. لا تخافوا!».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته