«بركة إلهيّة حقيقيّة»... البابا لاوون: اللاجئون والمهاجرون رُسل رجاء

البابا لاوون الرابع عشر يتلو صلاة التبشير الملائكيّ في كاستل غاندولفو الإيطاليّة يوم 13 يوليو/تمّوز 2025 البابا لاوون الرابع عشر يتلو صلاة التبشير الملائكيّ في كاستل غاندولفو الإيطاليّة يوم 13 يوليو/تمّوز 2025 | مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

وصف البابا لاوون الرابع عشر اللاجئين والمهاجرين بأنّهم رسل رجاء يتحلّون بالشجاعة والتصميم ويشهدون ببطولة للإيمان. وبيّن أنّ بإمكانهم أن يصبحوا كذلك في البلدان المضيفة لهم، إذ يحملون الإيمان بالمسيح إلى أراضٍ لا تعرفه أو يطلقون الحوار بين الأديان عبر حياتهم اليوميّة.

في رسالة بعنوان «المهاجرون، رسل رجاء» لليوم العالمي الـ111 للمهاجرين واللاجئين، والذي يُحتفل به يومَي 4 و5 أكتوبر/تشرين الأوّل المقبل، فسّر الأب الأقدس الرابط بين الرجاء واللجوء والرسالة.

المستقبل المسيحاني

أشار البابا إلى أنّ الوضع العالميّ الحاليّ موسوم بحروب وعنف وظلم وظواهر مناخيّة قاسية تجبر الملايين على ترك أراضيهم والبحث عن ملجأ في أماكن أخرى. وندّد بالميل إلى الاهتمام بشكل حصريّ بالمصالح المحدودة للجماعات، لأنّ في ذلك تهديدًا لمشاركة المسؤوليّات والتعاون متعدد الأطراف، وتحقيق الصالح العام، والتضامن العالمي لصالح الأسرة البشرية بأكملها.

واعتبر لاوون أنّ السعي إلى التسلّح وعدم مراعاة الآثار الضارّة لأزمة المناخ يجعلان تحديات الحاضر والمستقبل أكثر صعوبة. وشدّد على ضرورة نمو الرغبة برجاء تُحفظ به الكرامة والسلام. ووصف هذا النوع من المستقبل بالمسيحاني، إذ يرغب فيه الله وقد دشّنه يسوع المسيح.

تذكير للكنيسة

اعتبر الأب الأقدس أنّ الانتقال من منطقة إلى أخرى كثيرًا ما يكون دافعه البحث عن السعادة. وأردف أنّ كثيرين من اللاجئين والمهاجرين والنازحين يمكنهم الشهادة للرجاء المعيش في يوميّاتهم عبر تسليم ذواتهم إلى الله لمواجهة الأمور السلبية لأجل مستقبل أفضل.

وشبّه البابا مسيرة هؤلاء الأشخاص بضياع شعب العهد القديم في الصحراء بعد خروجه من مصر. وقال إنّ اللاجئين والمهاجرين يذكّرون الكنيسة ببُعدها الحاجّ، المنطلقة دائمًا نحو الوطن النهائيّ، يساندها الرجاء والفضائل اللاهوتيّة.

بركة إلهيّة حقيقيّة

سأل الحبر الأعظم قبول اللاجئين والنازحين واعتبارهم بركة إلهيّة حقيقيّة وفرصة للانفتاح على نعمة الله التي تعطي طاقة ورجاء جديدَين لكنيسته. وتابع أنّ الجماعات التي تستقبلهم يمكنها أن تصير شهادة حيّة عن الرجاء.

وسلّم لاوون، في ختام رسالته، جميع اللاجئين والمهاجرين إلى حماية العذراء مريم الوالديّة كي تحفظ الرجاء حيًّا في قلوبهم وتساندهم في عملهم لبناء عالم يشبه ملكوت الله أكثر فأكثر، الوطن الحقيقيّ الذي ينتظرنا في نهاية رحلتنا الأرضيّة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته