انضمَّ البابا لاوون الرابع عشر إلى بطريرك القسطنطينيّة المسكونيّ برثلماوس الأوّل وعدد من قادة الكنائس المسيحيّة في موقع مَجْمَع نيقيا التاريخيّ في إزنيق بتركيا، إحياءً للذكرى الـ1700 لانعقاد هذا المجمع المسكونيّ الأوّل في تاريخ الكنيسة.
استهلّ البابا لاوون الرابع عشر يومه الثاني في تركيا من كاتدرائيّة الروح القدس في قلب إسطنبول، حيث استقبله المؤمنون بفرح وحماسة. هناك، التقى الأساقفة والكهنة والشمامسة والمكرّسين والعاملين في الرسالات الرعويّة.
يزور البابا لاوون الرابع عشر اليوم كاتدرائيّة الروح القدس في إسطنبول، لينتقل بعدها إلى مدينة إزنيق ذات الرمزيّة التاريخيّة العميقة في الذاكرة المسيحيّة. وفي المحطّتين، ينتظره كاثوليكيّان لبنانيّان سيُرتّلان له بفرحٍ وإيمان.
وصل البابا لاوون الرابع عشر اليوم إلى تركيا، في أوّل رحلة رسوليّة دوليّة له. وفي أنقرة، عبَّر في كلمة وجّهها إلى المسؤولين الأتراك والدبلوماسيّين وأعضاء المجتمع المدنيّ عن أمله بأن تكون تركيا «مصدرًا للاستقرار والتقارب بين الشعوب»، وأن تخدم قضيّة «سلامٍ عادلٍ ودائم».
في تركيا، تنتظر البابا لاوون الرابع عشر جماعة مسيحيّة صغيرة في عددها، حيّة وفاعلة في شهادتها وإيمانها. وغدًا، يستقبله كاهن رعية كاتدرائية الروح القدس في إسطنبول، الأب نيقولا ماسيدو، ولن تكون المرّة الأولى التي يرحّب فيها بحبر أعظم.
بدأ العدّ التنازليّ… ساعات تفصل تركيا عن حدث تاريخيّ تتّجه إليه أنظار العالم، مع وصول البابا لاوون الرابع عشر اليوم في زيارة تحمل آمالًا ورسائل كبرى. البلاد تستعدّ على صعد عدّة، فيما يتصاعد النبض في قلوب الأتراك الكاثوليك ترقّبًا لهذه المحطّة الاستثنائيّة. وهم ليسوا وحدهم من يعيشون هذا الانتظار؛ فالجاليات الكاثوليكيّة من مختلف الجنسيّات والتي تشكّل العمود الفقريّ لحياة الرعايا وتُبقيها نابضة، تعيش بدورها حالة فرح وترقّب.
يستعدّ البابا لاوون الرابع عشر لزيارة تركيا غدًا ضمن جولة تحمل رسائل سلام وحوار، وتتضمّن محطّات متعدّدة ذات رمزيّة دينيّة وتاريخيّة عميقة. ومن بين أبرز هذه المحطات زيارته المسجد الأزرق (جامع السلطان أحمد) في قلب إسطنبول. وفي ظل الرمزية الدينية والسياسية التي تكتسبها الزيارة، يتردد سؤال مشروع: لمَ المسجد الأزرق وليس آيا صوفيا الأكثر شهرة وعالميّة؟
تتواصل في لبنان الاستعدادات على المستويات كافّة لاستقبال البابا لاوون الرابع عشر. الكلّ يعملون ويترقّبون هذا الحدث التاريخيّ. وفي معهد الرُّسُل في مدينة جونيه، يستعدّ التلاميذ أيضًا بطريقتهم، متحمّسين للقاء سيبقى محفورًا في ذاكرتهم.
في خلال زيارته لبنان، يُصلّي البابا لاوون الرابع عشر في موقع انفجار مرفأ بيروت الذي دمّر العاصمة اللبنانيّة في 4 آب/أغسطس 2020. بالنسبة إلى وليم نون، شقيق أحد ضحايا المأساة، تحمل هذه المحطة أهمّية كبيرة، إذ يرى فيها امتدادًا لما بدأه البابا فرنسيس.
ينطلق اليوم في روما يوبيل الجوقات، وهو حدثٌ يجمع آلاف الأشخاص الوافدين من مختلف أنحاء العالم للاحتفال بالإيمان عبر الموسيقى والصلاة.
وسط ترقّب كبير واهتمام واسع، يستعدّ لبنان لاستقبال البابا لاوون الرابع عشر. هذه الزيارة ليست الأولى من نوعها، إذ استقبل لبنان البابا القدّيس يوحنّا بولس الثاني في العام 1997، والبابا بنديكتوس السادس عشر في العام 2012؛ وهما زيارتان تركتا بصمة بارزة في تاريخ بلدٍ مثقل بالأزمات لكن متمسّك بالرجاء.
يعيش الكاثوليك في لبنان أجواء فرح وترقُّب مع اقتراب زيارة البابا لاوون، ويستعدّون لهذه المحطّة الروحيّة والوطنيّة المميّزة. غير أنّ الكاثوليك ليسوا وحدهم المهتمّين بهذه الزيارة، إذ يُتابعها أيضًا أبناء الطوائف الأخرى بفضولٍ واهتمام.
وصلت بعد ظهر الاثنين ذخيرة دم المسيح الثمين من مدينة مانتوفا الإيطاليّة إلى روما، للمرّة الأولى في التاريخ، على أن تُكرَّم من 17 إلى 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2025 في مزار القدّيس سالفاتوري في لاورو.
أكّد البابا لاوون الرابع عشر صباح اليوم، في لقاء مع أعضاء اتحاد الكتاب المقدس الكاثوليكي في القصر الرسولي الفاتيكاني، أنّ تأمين الوصول السهل إلى الكتاب المقدّس أمر ضروري لجميع المؤمنين، كي يلتقي كلّ واحد منهم الله الذي يتكلّم ويشاركنا محبّته ويجذبنا نحو ملء الحياة.
أكّد البابا لاوون الرابع عشر في رسالته إلى المشاركين في لقاء «بناء جماعات تصون الكرامة» الذي نظّمته اللجنة الحبرية لحماية القاصرين، أنّ في كلّ وجه بشري، حتى حين يكون مرسومًا بعناء أو بألم، ينعكس خير الخالق؛ نور لا تستطيع أيّ ظلمة أن تطفئه.
أشار البابا لاوون الرابع عشر، في كلمته ظهر اليوم قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس الفاتيكانيّة، إلى أنّ اضطهاد المسيحيين لا يحدث حصرًا بالسلاح وسوء المعاملة، بل أيضًا بالكلمة، أي عبر الكذب والتلاعب الإيديولوجي.
دعا البابا لاوون الرابع عشر صباح اليوم، في خلال ترؤسه قدّاس يوبيل الفقراء في بازيليك القدّيس بطرس الفاتيكانية، رؤساء الدول وأصحاب القرار إلى سماع صرخة الفقراء. وأكّد أن لا سلام من دون عدالة.
ينطلق اليوم الأسبوع الأحمر الذي تنظّمه المؤسّسة البابويّة Aid to the Church in Need ACN، ويستمرّ حتّى 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2025. مئات الكنائس والمباني في أكثر من مئة دولة ستُضاء باللون الأحمر، رمز الشهادة والمعاناة، على أن تُقام صلواتٌ ولقاءات ومحاضرات لرفع مستوى الوعي حيال معاناة المؤمنين في مناطق عدّة من العالم.
انطلقت مساء أمس في روما فعاليات يوبيل الفقراء الذي يستمر حتى يوم غد بالتزامن مع الاحتفال بالنسخة التاسعة من اليوم العالمي للفقراء. ويشارك في هذا الحدث نحو 10 آلاف حاجّ من مختلف دول العالم، معظمهم من الفقراء والمهمَّشين، ترافقهم جمعيات خيرية ومتطوعون يسندون يوميًّا من هم في حالة ضعف اجتماعي وصحي.
افتتحت اليوم جامعة اللاتران الحبريّة، المؤسَّسة عام 1773 بمسعى من البابا كليمنت الرابع عشر، عامها الأكاديمي في حضور البابا لاوون الرابع عشر. وقال في كلمته: «أرجو أن تواصلوا استكشاف سرّ الإيمان المسيحي بهذا الشغف، وأن تدرّبوا أنفسكم دائمًا في مدرسة الحوار مع العالم، ومع المجتمع، ومع الأسئلة والتحدّيات التي نواجهها اليوم».