أقوال البابا في لبنان… بوصلة روحيّة لوطنٍ يبحث عن اتّجاهه

البابا لاوون في الطائرة، في طريق عودته من لبنان إلى روما البابا لاوون في الطائرة، في طريق عودته من لبنان إلى روما | مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

انتهت رحلة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان، لكنّ أثرها يجب ألّا يُطوى أو يُختزل في ذكريات عابرة. الكلمات التي قالها الأب الأقدس في لبنان هي دعوة مفتوحة إلى التأمّل وإعادة النظر في واقعنا الوطني والإيماني وفي الدور الواجب على كلّ لبناني تأديته ليكون صانع سلام ورجاء في وطن جريح.

في ما يلي مقتطفات من خطابات البابا في لبنان:

1. في خلال زيارته دير مار مارون، عنّايا، تحدث الحبر الأعظم عن القديس شربل وقال: «الروح القدس صاغَه وكوّنه لكي يُعلِّم الصلاة لمن كانت حياته من دون الله، ويُعلِّم الصمت لمن يعيش في الضوضاء، ويُعلِّم التواضع لمن يسعى إلى الظهور، ويُعلِّم الفقر لمن يبحث عن الغنى. كلّها مواقف تسير عكس التيار، ولهذا ننجذب إليه، كما ينجذب السائر في الصحراء إلى الماء العذب النقي».

2. وفي خلال اللقاء المسكوني في ساحة الشهداء أردف: «تمتدّ جذور الأرز والزيتون عميقًا وتنتشر في الأرض. هكذا ينتشر أيضًا الشعب اللبناني في العالم، لكنه يبقى متّحدًا بقوة وطنه الدائمة وتراثه العريق. حضوركم هنا وفي العالم كلّه يُغني الكوكب بإرثكم الذي يرجع إلى آلاف السنين، وهو أيضًا دعوة. ففي عالم يزداد ترابطًا، أنتم مدعوّون إلى أن تكونوا بُناة سلام، وأن تواجهوا عدم التسامح، وتتغلّبوا على العنف، وترفضوا الإقصاء، وتنيروا الطريق نحو العدل والوئام للجميع، بشهادة إيمانكم».

3. أما في بكركي فقال لدى لقائه الشباب: «قد تشعرون أحيانًا بحزن لأنكم ورثتم عالمًا ممزّقًا بالحروب ومشوّهًا بالظلم الاجتماعي، لكن يوجد في داخلكم رجاء، هو هبة يبدو أنّ الكبار مِنّا قد فقدوها. أنتم تملكون الوقت كي تبنوا وتحلموا وتعملوا الخير. أنتم الحاضر، والمستقبلُ يتشكّل منذ الآن في أيديكم! لديكم الحماسة لتغيير مجرى التاريخ».

4. ووجّه رسالة قوية في خلال زيارته مستشفى الصليب في بلدة بقنّايا: «لا يمكن أن ننسى الضعفاء، ولا يمكننا أن نتصوّر مجتمعًا يركض بأقصى سرعة وهو متشبّث بأوهام الرفاهية الزائفة، متجاهلًا حالات كثيرة من الفقر والهشاشة. نحن المسيحيين، كنيسة الربّ يسوع، مدعوّون بصورة خاصّة إلى الاهتمام بالفقراء: الإنجيل نفسه يطلب منّا ذلك. ولا ننسى أنّ صرخة الفقراء التي نسمع صداها أيضًا في الكتاب المقدس، تخاطِبُنا: على وجه الفقراء المتألّم نرى مطبوعةً آلام الأبرياء، ومن ثمّ آلام المسيح نفسه».

5. وفي ختام القدّاس الإلهي في بيروت، قال: «الشرق الأوسط بحاجة إلى مواقف جديدة، إلى رفض منطق الانتقام والعنف، وإلى تجاوز الانقسامات السياسية والاجتماعية والدينية، وإلى فتح صفحات جديدة باسم المصالحة والسلام. سَلَكنا طريق العداء المتبادل والدمار زمنًا طويلًا، وها نحن نشهد جميعًا النتائج الأليمة لذلك. يجب علينا أن نغيّر المسار، ونربّي القلب على السلام... لمسيحيّي المشرق، أصحاب هذه الأراضي، أكرر وأقول: تشجّعوا!».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته