انتهت رحلة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان، لكنّ أثرها يجب ألّا يُطوى أو يُختزل في ذكريات عابرة. الكلمات التي قالها الأب الأقدس في لبنان هي دعوة مفتوحة إلى التأمّل وإعادة النظر في واقعنا الوطني والإيماني وفي الدور الواجب على كلّ لبناني تأديته ليكون صانع سلام ورجاء في وطن جريح.
من رحم إلحاد صارم خرجت قصة إيمان مدهشة: سفيتلانا، ابنة ستالين، اختارت الكنيسة الكاثوليكية. كيف تحوّلت ابنة الطاغية الأحمر إلى امرأة تبحث عن الله؟
مع اقتراب عيد الميلاد، يزداد لبنان تألّقًا: زينة تملأ الشوارع حياة وأنشطة تجمع الصغار والكبار. وتكثر في هذه الفترة الأمسيات الفنّيّة التي تضيف لمسة سحر وأمل.
أكّد البابا لاوون الرابع عشر، في كلمته اليوم قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس الفاتيكانيّة، أنّ عيد العذراء مريم سيّدة الحبل بلا دنس يدعونا إلى الإيمان كما آمنت هي، وإلى الموافقة بسخاء على الرسالة التي يدعونا الربّ إليها.
تحدّث البابا لاوون الرابع عشر، في كلمته اليوم بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس الفاتيكانيّة، عن رحلته الرسوليّة الأولى إلى تركيا ولبنان. وقال: «ما حدث في الأيّام الماضية في تركيا ولبنان يعلّمنا أنّ السلام ممكن، وأنّ المسيحيّين، في الحوار مع المؤمنين من ديانات وثقافات أخرى، قادرون على الإسهام في بنائه. لا ينبغي أن ننسى ذلك: السلام ممكن!».
أصدرت أبرشيّة دنفر في الولايات المتّحدة الأميركيّة بيانًا حذّرت فيه المؤمنين في كولورادو من أندريه مهنّا، موضحة أنّه كان يرتبط سابقًا بكنيسة القدّيسة رفقا المارونيّة في ليكوود، وأنّه جُرِّد من الحالة الكهنوتيّة بقرار من المطران إلياس زيدان، أسقف أبرشيّة سيّدة لبنان المارونيّة في لوس أنجلوس، بسبب مخالفات ماليّة.
على مدى قرون، كانت اللاتينية اللغة المركزية في الكنيسة الكاثوليكية، في الليتورجيا والإدارة الكنسية على السواء. لكنّ الفاتيكان أصدر أخيرًا لوائح جديدة تتيح للدوائر الكوريّة إصدار وثائقها بلغات أخرى إضافة إلى اللاتينية، بينها الإنجليزية والفرنسية والإيطالية، في خطوة تعكس تحوّلًا مهمًّا في آلية نشر الوثائق الكنسية.
ينظّم الفاتيكان كل عام حفلًا للفقراء يضع فيه الموسيقى في خدمة الرحمة قبل الترفيه. هذا العام، يشارك في النسخة المنتظرة بعد ظهر اليوم النجم العالمي مايكل بوبليه.
أكّد البابا لاوون الرابع عشر أنّ لبناء مستقبل يحقّق الخير العام ويُسخّر قدرات الذكاء الاصطناعي لصالح الجميع، لا بدّ من تعزيز ثقة الأجيال الشابة بقدرة الإنسان على قيادة هذا التطوّر.
طبعت رحلة البابا لاوون الرابع عشر إلى تركيا ولبنان الذاكرة بمحطّات كبرى ذات ثقل روحي وسياسي، وبلحظات دافئة بسيطة في إنسانيتها، قريبة من القلب. وتخلّلتها مشاهد عفوية لطيفة وابتسامات ولفتات أعادت إلى النفوس شيئًا من الطمأنينة والفرح.
شهد القدّاس الذي ترأّسه البابا لاوون الرابع عشر في بيروت حضورًا لافتًا قارب 150 ألف شخص، وهو مشهد طغت عليه فرحة جماعيّة نادرة. واللافت أنّ هذا الاحتفال لم يجمع لبنانيّين مقيمين فحسب، بل شارك فيه أيضًا لبنانيّون وافدون من الخارج، فضلًا عن آلاف الأجانب المقيمين في لبنان، من عمّال مهاجرين وعناصر من قوّات «اليونيفيل».
غادر البابا لاوون الرابع عشر لبنان، لكنّه ترك في قلوب شبابه جرعة كبيرة من الرجاء، خصوصًا أولئك الذين شاركوا في لقائه الحاشد في الصرح البطريركي الماروني-بكركي.
في رحلة عودته إلى روما، سأل صحافيّون البابا لاوون الرابع عشر عن «حزب الله»، فكشفَ أنّه عقد في خلال زيارته لبنان لقاءات مع ممثّلين عن مجموعات سياسيّة لم يُسمِّها، منخرطة في صراعات المنطقة. وقال: «عملُنا ليس شيئًا نُخبر عنه علانية. نحن نحاول إقناع الأطراف بالتخلّي عن السلاح والعنف والجلوس معًا إلى طاولة الحوار».
غادر البابا لاوون الرابع عشر لبنان اليوم، بعد زيارة تركت أثرًا لافتًا في نفوس المسيحيّين خصوصًا واللبنانيّين عمومًا. وأنهى الحبر الأعظم رحلته بقدّاس ورسالة قويّة، دعا فيها المجتمع الدوليّ إلى «بذل كلّ جهد لتعزيز مسارات الحوار والمصالحة»، موجّهًا نداءً إلى أصحاب السلطة السياسيّة والاجتماعيّة في لبنان وسائر البلدان المتألمة من الحرب والعنف: «اصغوا إلى صرخة شعوبكم التي تنادي بالسلام!».
شكَّلَ اللقاء بين البابا لاوون الرابع عشر والشباب في صرح البطريركيّة المارونيّة في بكركي، إحدى أبرز محطّات زيارته لبنان وأكثرها انتظارًا. ففي هذا اللقاء الذي عقِد بعد ظهر اليوم، وجَّه الأب الأقدس رسالة قويّة إلى شباب لبنان، قائلًا لهم: «كونوا أنتم ينبوع الرجاء الذي ينتظره الوطن!».
استهلَّ البابا لاوون الرابع عشر يومه الثاني في لبنان، صباح الاثنين، بزيارة ضريح القدّيس شربل مخلوف في عنّايا، واضعًا لبنان والشرق الأوسط تحت شفاعة هذا القدّيس اللبنانيّ الذي يستنجد به كثيرون من أبناء الوطن، ويُلقّبونه «طبيب السماء». وفي كلمته، قال الأب الأقدس: «ثباته الجذريّ والمتواضع هو رسالة إلى المسيحيّين كلّهم».
وصل البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان حيث استُقبل بحفاوة استثنائية ومشهد مفعم بالرجاء في مطار بيروت (رفيق الحريري الدولي). ومنه توجّه إلى القصر الجمهوري في بعبدا، حيث خاطب الشعب اللبناني قائلًا: «أنتم شعب لا يستسلم، بل يعرف دائمًا كيف ينهض من جديد بشجاعة أمام المحن».
في صباح يومه الأخير في تركيا، شارك البابا لاوون الرابع عشر في صلاة مع الكنيسة الأرمنيّة الرسولية، إحدى الكنائس الأرثوذكسيّة الشرقيّة المستقلّة، وذلك في بطريركية الأرمن-إسطنبول.
أضاء البابا لاوون الرابع عشر والبطريرك المسكونيّ برثلماوس الأوّل شمعةً في كنيسة القدّيس جاورجيوس، مقرّ بطريركيّة القسطنطينيّة المسكونيّة، في علامة تعبّر عن وحدة المسيحيّين. كذلك، شارك الحبر الأعظم في الدوكسولوجيا، وهي صلاة تُمجِّد الله وتُسبِّحه.
بدأ البابا لاوون الرابع عشر يومه الثالث في تركيا بزيارة جامع السلطان أحمد (الجامع الأزرق) في إسطنبول. وجاءت هذه الزيارة لتعبّر عن الاحترام تجاه العالم الإسلامي، وتعزّز روح الأخوّة مع المسلمين، وتؤكّد مسيرة بناء جسور الحوار بين الأديان. وحمل حضور الحبر الأعظم دلالة رمزيّة قوية على الانفتاح المتبادل والرغبة في تعزيز التقارب الإنساني والروحي.