أطلق الفاتيكان هذا الأسبوع نسخة جديدة لموقعه الإلكتروني الرسمي (vatican.va)، في أول تحديث شامل منذ انطلاقته عام 1995.
تخيّل أن تذهب إلى صالة الرياضة لتخسر بعض الوزن... وتكتشف لاحقًا أنّك كنت تساعد البابا على تقوية عضلاته! هذا ما حصل لمدرّب شابّ في روما، ظنَّ أنّ روبرت بريفوست زبون عاديّ يحبّ رياضة التنس وركوب الدرّاجة، قبل أن يظهر على شرفة الفاتيكان… مرتديًا الثوب الأبيض!
من ساحة القديس بطرس الفاتيكانية إلى بازيليك اللاتران، مرورًا بساحة الكابيتول وبازيليك القديسة مريم الكبرى، يحمل جدول البابا لاوون الرابع عشر اليوم سلسلة محطات روحية ورمزية تؤكد انطلاق خدمته الأسقفية وسط مشاركة شعبية ورسمية كثيفة. مشهد يزاوج بين الإيمان والتقاليد، وبين الرسالة البابوية والنسيج الحي للعاصمة الأبديّة.
في الرابع والعشرين من مايو/أيّار 1900، أعلن البابا لاوون الثالث عشر قداسة ريتا من كاشيا، فتحوّلت من راهبة متواضعة في دير ناءٍ إلى شفيعة عالميّة تُلهِم الملايين. واليوم، بعد مرور 125 عامًا على تلك اللحظة المجيدة، تحتفل الكنيسة بهذا الإرث الروحيّ المتجدّد، فيما تتحوّل كاشيا مجدّدًا إلى منارة رجاء ووجهة حجّ وصلاة.
ماذا يحدث عندما تُعرض أعمال كارافاجيو وبيرنيني وتينتوريتو في مكتبة الفاتيكان، إلى جانب الوثائق التي وثّقت عصرهم؟ «كوديكس» يقدّم الجواب. في هذا المعرض الفريد، تلتقي لوحات كبار الفنانين بمخطوطات نادرة، في مبادرة تنظمها مؤسسة كولناي ومكتبة الفاتيكان لإعادة ربط الفن بالتاريخ، والذاكرة بالإبداع.
على الرغم من الطابع الجاد والرسمي للكونكلاف، حيث يُنتخَب خليفة القديس بطرس، لا يخلو الحدث المهيب من لحظات إنسانية دافئة وكوميدية أحيانًا. ففي خضم الترقب الذي يلف كنيسة سيستين، قد يحدث أن يعطي أحد الكرادلة زميله المتوتر قطعة حلوى... هذا ما فعله الكاردينال لويس أنطونيو تاغلي مع الكاردينال روبرت فرنسيس بريفوست، قبل لحظات من انتخابه بابا جديدًا!
استقبل البابا لاوون الرابع عشر، صباح اليوم، المشاركين في الجمعية العامة للأعمال الرسولية البابوية. وقال لهم: «تُعَدّ الأعمال الرسولية البابوية الوسيلة الأساسية لإيقاظ حسّ المسؤولية الإرسالية لدى جميع المعمّدين، ولدعم الجماعات الكنسية في المناطق حيث لا تزال الكنيسة فتية».
مرَّ شهر على رحيل البابا فرنسيس وما زال الفراغ الذي تركه يثقل وجدان الكنيسة الكاثوليكيّة وضمير العالم بأسره. فقد كان بالنسبة إلى كثيرين صوت الضمير الحيّ، ومرشدًا روحيًّا نادرًا في زمنٍ تشابكت فيه الصراعات وتراجعت فيه القيَم.
يترأس البابا لاوون الرابع عشر صباح اليوم القداس الإلهي بمناسبة بدء حبريّته في ساحة القديس بطرس-الفاتيكان، بحضور رسمي وروحي واسع النطاق. وتشارك في المراسم وفود من مختلف أنحاء العالم، تمثّل رؤساء دول وحكومات، وكنائس من الشرق والغرب، إلى جانب شخصيّات دينية ودبلوماسية رفيعة، في مشهد يجسّد الطابع الشامل للكنيسة الكاثوليكية ودورها الجامع على الساحة الدولية.
انطلقت أمس في العاصمة الإيطاليّة روما فعاليّات يوبيل الأخويّات، بمشاركة أكثر من 100 ألف حاجّ من مختلف أنحاء العالم. ويستمرّ الحدث حتّى الأحد 18 مايو/أيّار، جامعًا أخويّات كاثوليكيّة من أكثر من مئة دولة.
اختُتم اليوم في روما يوبيل الكنائس الشرقية، بعد ثلاثة أيام تزيّنت فيها أروقة الفاتيكان وكبرى بازيليكات المدينة بأصوات الترانيم وبهاء الطقوس الشرقية، في احتفال جمع غنى التقاليد ووحدة الإيمان. وقد شارك في هذا الحدث حجاج من مختلف بلدان الشرق، إلى جانب كهنة وأساقفة وكرادلة.
انطلقت اليوم الاثنين 12 مايو/أيّار 2025 في روما فعاليّات «يوبيل الكنائس الشرقيّة»، وهو الحدث الثالث عشر ضمن سلسلة المحطّات الكبرى في مسيرة السنة اليوبيليّة. ويجمع هذا اليوبيل نحو خمسة آلاف من المؤمنين وممثّلي الكنائس الكاثوليكيّة الشرقيّة، من بطاركة ومطارنة، في لقاء يعكس حضور التقاليد الشرقيّة في قلب الكنيسة الجامعة.
لثياب البابوات رمزيتها ومعناها اللاهوتي والتاريخي. ففي بعض الأحيان، يُعبِّر الحبر الأعظم عن مواقفه وتوجّهاته الكنسيّة من خلال ملابسه.
بعد تلاوته صلاة «افرحي يا ملكة السماء»، وجّه البابا لاوون الرابع عشر ظهر اليوم نداءً لأجل السلام. ودعا الأب الأقدس إلى سلام عادل ودائم في أوكرانيا، مطالبًا بعودة الأطفال إلى عائلاتهم. وطالب أيضًا بوقف فوري لإطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن. وأعرب عن أمله التوصّل إلى اتفاق مستقر بين الهند وباكستان.
نشر الفاتيكان أمس الشعار الرسمي والعبارة الحبرية للبابا لاوون الرابع عشر، كاشفًا بذلك أولى الإشارات الرمزية التي يقدّمها الحبر الأعظم الجديد إلى الكنيسة والعالم. وكما درجت العادة مع بداية كلّ حبريّة، لا يكون اختيار الشعار والعبارة المرافقة له مجرّد تفصيل بروتوكولي، بل يعكس منظور البابا لهويّته الرعويّة ورسالته الكنسية.
في ظلّ أجواء استثنائيّة تعيشها روما عقب انتخاب البابا لاوون الرابع عشر، تستعدّ المدينة لاحتضان فعاليّة تحمل نكهة فرحٍ شعبيّ: «يوبيل الفِرَق الموسيقيّة والعروض الشعبيّة» الذي يُقام في 10 و11 مايو/أيّار.
ترأّس البابا لاوون الرابع عشر أول قدّاس حبري له في كنيسة سيستين، محاطًا بالكرادلة الذين انتخبوه. وأعلن في عظته توجّهًا روحيًّا يرسم ملامح خدمته للكنيسة الجامعة. وأشار إلى التزام لا غنى عنه لكلّ شخص في الكنيسة يمارس خدمة السلطة: «أن يختفي ليبقى المسيح، أن يتصاغر ليُعرَف المسيح ويُمجَّد، وأن يُفني ذاته لكي لا يُحرم أحد فرصة معرفته ومحبته».
أطَلَّ البابا لاوون الرابع عشر للمرة الأولى مساء الخميس من شرفة بازيليك القديس بطرس، ليمنح بركته الرسولية «أوربي إت أوربي» وسط ساحة امتلأت بالأنظار والانتظار.
قد تكون لحظة إعلان انتخاب بابا جديد من أكثر اللحظات رمزيّة واحتفاءً في الكنيسة الكاثوليكيّة. لكن خلف ستار الحشود، والتصفيق وعدسات الكاميرات، ثمّة لحظة أخرى، هادئة وشخصيّة وعميقة الوَقع. إنّها اللحظة التي يدخل فيها البابا المنتخَب غرفة صغيرة داخل الفاتيكان تُعرف باسم غرفة الدموع. في هذا الركن المعزول، يخلع الكاردينال ثوب الأمس، ليقف، وحيدًا، أمام ثقل المسؤوليّة التي سيحملها باسم أكثر من مليار مؤمن حول العالم.
منذ العصور القديمة حتّى الآن، تغيّرت وسائل نقل البابا بشكل كبير؛ فتحوّلت من عربات خيول بسيطة إلى السيارة البابويّة، «الباباموبيلي»، المضادة للرصاص. ولا يزال الهدف الأساسي نفسه: تواصُل الأب الأقدس مع الجماهير بأمان وراحة.