غالبًا ما يتصدّر لبنان الأخبار بسبب سياسته المضطربة وصراعاته العسكريّة، إلّا أنّ تراثه الكاثوليكيّ الغنيّ، في الماضي والحاضر، قلّما يُسَلّط عليه الضوء.
في ما يلي معلومات مهمّة يجب معرفتها عن الكاثوليك في لبنان:
1. التنوّع
على الرّغم من صغر مساحته، يضمّ لبنان 18 طائفةً دينيّة مُعترفًا بها رسميًّا. وهناك ستّ طوائف كاثوليكيّة رئيسة في لبنان: المارونيّة، والملكيّة، والأرمنيّة، والسريانيّة، والكلدانيّة، واللاتينيّة الكاثوليكيّة.
2. الكاثوليك بالأرقام
تُشكّل نسبة المسيحيّين في لبنان موضوع جدل، وتتفاوت التقديرات بشأنهم. وثمّة تقديرٌ شائع يُشير إلى أنّ المسيحيّين يشكّلون نحو 34% من السكّان (ما بين 1.5 ومليوني نسمة)، وينتمون في غالبيّتهم إلى الطائفة المارونيّة.
يحتضن لبنان تنوّعًا كاثوليكيًّا كبيرًا. مصدر الصورة: رومي الهبر/آسي مينا
3. دور سياسيّ مهمّ
يؤدّي الكاثوليك، ولا سيّما الموارنة، دورًا سياسيًّا مهمًّا في البلاد، نظرًا إلى واقع النظام الطائفيّ الفريد الذي يُوزّع السلطة السياسيّة على أساس طائفيّ. فبحسب العُرف السياسيّ المستند إلى «الميثاق الوطنيّ» لعام 1942 واتّفاق الطائف عام 1989، يجب أن يكون رئيس الجمهوريّة اللبنانيّة مارونيًّا. والمقاعد البرلمانيّة الـ 128 مقسّمة من جهتها بالتساوي بين المسيحيّين والمسلمين/الدروز.
4. الاضطهاد
عانى المسيحيّون اللبنانيّون الاضطهاد على مرّ التاريخ، بدءًا بالمماليك الذين دمّروا كنائس وذبحوا مسيحيّين، وصولًا إلى الإمبراطوريّة العثمانيّة التي أسهَمَت في تفاقُم المجاعة الكبرى.
وفي العقود الأخيرة، واجه قادة مسيحيّون في لبنان اعتداءات مستهدفة. فقد شهدت الحرب الأهليّة اللبنانيّة (1975-1990) اغتيال شخصيّات مسيحيّة بارزة، مثل بشير الجميّل (1982)، الزعيم المارونيّ والرئيس المُنتخَب الذي عارض الوجود السوريّ والفلسطينيّ في لبنان. كذلك، اغتيل الكثير من الصحافيّين والمثقّفين المسيحيّين في السنوات الأخيرة بسبب معارضتهم الهيمنة الأجنبيّة.
يحتضن لبنان تنوّعًا كاثوليكيًّا كبيرًا. مصدر الصورة: رومي الهبر/آسي مينا
5. دور تاريخي مهمّ
تمتّع الكاثوليك في لبنان تاريخيًّا باستقلال فريد في الشرق الأوسط، حتّى في خلال الحكم الإسلاميّ.
وأدّى الموارنة دورًا محوريًّا في مقاومة السيطرة العثمانيّة. وبعد الحرب العالميّة الأولى، ضغَطَ الموارنة بقيادة البطريرك الياس الحويّك باتّجاه إنشاء دولة لبنان الكبير.
بدوره، أدّى البطريرك نصر الله صفير دورًا محوريًّا في مقاومة الوجود السوريّ في لبنان. وكانت قيادته عاملًا أساسيًّا في تعبئة اللبنانيّين المسيحيّين وغير المسيحيّين على السواء، لتحدّي الهيمنة السوريّة، خصوصًا في الفترة التي سبقت ثورة الأرز عام 2005.
في العام 1584، أنشأ البابا غريغوريوس الثالث عشر الكلّيّة المارونيّة في روما. وساعد خرّيجو الكلّيّة في نشر المعرفة بالتقليد المسيحيّ الشرقيّ في أوروبا، وتثقيف رجال الدين في لبنان وتعليمهم.
كذلك، أدّى عدد كبير من الكاثوليك اللبنانيّين أدوارًا مهمّة في الفاتيكان، بينهم على سبيل المثال يوسف السمعاني، رئيس المترجمين وأمين مكتبة الفاتيكان.
وأسهَمَ الكاثوليك اللبنانيّون إلى حدّ كبير في المَجْمَع الفاتيكانيّ الثاني. فعلى سبيل المثال، طلب الملكيّون إنشاء مديريّة دائمة للمسائل المسكونيّة في الكوريا الرومانيّة.
يحتضن لبنان تنوّعًا كاثوليكيًّا كبيرًا. مصدر الصورة: رومي الهبر/آسي مينا
7. لغة المسيح
أدّى المسيحيّون اللبنانيّون، ولا سيّما الموارنة، دورًا رئيسًا في الحفاظ على الآراميّة، اللغة التي تكلّم بها يسوع المسيح، وذلك من خلال الليتورجيا المارونيّة.
(تستمر القصة أدناه)
اشترك في نشرتنا الإخبارية
8. المدارس الكاثوليكيّة
أدّت المدارس الكاثوليكيّة في لبنان دورًا محوريًّا في تطوّر التعليم والثقافة في البلاد.
9. أماكن مقدّسة
السياحيّة الدينيّة مزدهرة في لبنان بسبب توفّر الكثير من مواقع الحجّ المهمّة.