في غابة أرز الربّ اللبنانيّة… كنيسة التجلّي تعكس سموّ الله وجماله

بشري, الأربعاء 6 أغسطس، 2025

تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بعيد تجلّي الربّ في 6 أغسطس/آب من كلّ عام. في هذه المناسبة، نسلّط الضوء على كنيسة التجلّي الواقعة في بلدة بشرّي اللبنانيّة.

تقع كنيسة التجلّي الأثريّة في وسط غابة أَرز الربّ ببلدة بشرّي في شمال لبنان. وتعكس هذه الكنيسة سموّ الله وجماله، وقد بُنيت أوّلًا من جُذوع شجر الأرز، وكان يُعاد بناؤها كُلّما تهدّمَت بفعل تراكم الثلوج. وقد تمّت عمليّة ترميمها وتجديدها على مراحل؛ ففي العام 1844، أنشأها الخوري يوحنّا شبيعا على شكل قبو، وكان سطحها ترابيًّا، وحصل ذلك بموجب مرسوم بطريركيّ في عهد البطريرك يوسف حبيش.

وأنجز المونسينيور إغناطيوس كيروز عمليّة سقفها بألواح التّنك سنة 1936. وبعدها بات سَطحها من الباطون، بفضل جهود الخوري جورج جوريّة رحمة الذي كان وكيل الكنيسة آنذاك، أي في العام 1983. ومن ثمّ أعادت لجنة أصدقاء غابة الأرز ترميمها من الداخل والخارج بأبهى صورة سنة 1990، فرمّمت المذبح المصنوع من خشب الأرز مع أيقونة التجلّي التي تعلوه، ويُذكَر أنّ هذه الأيقونة هي من عمل الحِرَفيّ سليم أبي قبلان جعجع، مُبتكِر حرفة الحفر على خشب الأرز.

أمّا استعمال خشب الأَرز فيعود إلى زمن الفينيقيّين، حيث بنوا بواسطته مراكبهم ودور العبادة والجسور. واستخدم الرومان أيضًا خشب الأرز في صناعة المذابح وأثاث القصور. وبعدها استمرَّ المسيحيّون باستعمال خشب الأرز في بناء المَذابح، ونحت التماثيل، وصنع الصلبان، وتشييد الكنائس. وتُعتبر غابة أرز الربّ في بلدة بشرّي، الوحيدة في الأرض التي حظيت بنعمة بناء كنيسة حملت اسم التجلّي في وسطها وعلى تلّة.

وتستقطب هذه الكنيسة سنويًّا، زوّارًا من مختلف أنحاء العالم، تائقين إلى التأمّل والتمتُّع بجمالها الطبيعيّ وتاريخها الدينيّ. وبمناسبة عيد التجلّي، تُنَظَّم في كلّ عام احتفالات عدّة وأمسيات شعريّة وموسيقيّة في غابة أرز الربّ، وتفتح الكنيسة أبوابها أمام المؤمنين للصلاة وإقامة الذبيحة الإلهيّة لنيل النِعم والبركات، مُمَجِّدين الله المتجلّي وسط أرزه وطبيعته الخضراء.

أيّها الربّ يسوع، يا من تجلّيت على الجبل من أجل كلّ واحد منّا، نسألك في هذا العيد المبارك أن تعطينا بهاء الصورة حتّى نحافظ على نعمة أسرارك المقدّسة وجمال صورتك فينا، إلى الأبد.