الاستعداد للفصح... البابا لاوون: المحبّة ليست ثمرة مصادفة بل اختيار واعٍ

البابا لاوون الرابع عشر يُجري المقابلة العامّة الأسبوعيّة صباح اليوم في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان البابا لاوون الرابع عشر يُجري المقابلة العامّة الأسبوعيّة صباح اليوم في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان | مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا

أعلن البابا لاوون الرابع عشر أنّ المحبة ليست ثمرة مصادفة، بل اختيار واعٍ يسبق جميع خطواتنا. وشدّد على أنّ عطية الله لا تلغي حريتنا، بل توقظها. 

في إطار سلسلة تعاليمه ليوبيل 2025، قدّم الأب الأقدس صباح اليوم تأمّلًا في ساحة القديس بطرس الفاتيكانيّة عن معنى الاستعداد وعلاقته بسرّ الفصح المسيحي. 

البابا لاوون الرابع عشر يُجري المقابلة العامّة الأسبوعيّة صباح اليوم في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا
البابا لاوون الرابع عشر يُجري المقابلة العامّة الأسبوعيّة صباح اليوم في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا

دلالات الاستعداد للعشاء الأخير

انطلق لاوون من إنجيل مرقس، مسلّطًا الضوء على دلالات الاستعداد للعشاء الأخير للمسيح مع تلاميذه. فالمشهد، رغم بساطته الظاهرة، مليء بالرموز، إذ فيه رجل يحمل جرة ماء وغرفة مُعَدَّة سلفًا وصاحب بيت مجهول. ويشير ذلك، وفق البابا، إلى أنّ الفصح ليس حدثًا عشوائيًّا، بل مخطّط حبّ أُعِدَّ بعناية. 

البابا لاوون الرابع عشر يُجري المقابلة العامّة الأسبوعيّة صباح اليوم في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا
البابا لاوون الرابع عشر يُجري المقابلة العامّة الأسبوعيّة صباح اليوم في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا

وأكّد الحبر الأعظم أنّ ذلك يعزّي المؤمن؛ فالمسيح واجه آلامه لا بدافع القدر، بل بحرية كاملة ووعي تام، مقدّمًا حياته هبة. ومن خلال صورة «الغرفة المعدّة سلفًا»، طرح البابا مفهومًا محوريًّا فقال إنّ الله يسبقنا دائمًا، ويهيّئ لنا مكانًا يستقبلنا فيه ويدعونا أصدقاء له. 

واعتبر الأب الأقدس أنّ هذا المكان هو قلب الإنسان، الذي قد يبدو فارغًا لكنّه في الحقيقة مستعدّ لأن يسكنه الله. وفسّر أنّ مع ذلك، لا تلغي المبادرة الإلهية حرية الإنسان؛ فالنعمة تتطلب تعاونًا بشريًّا، وتُحَوِّل المسؤولية الشخصية إلى خصوبة روحية. 

البابا لاوون الرابع عشر يُجري المقابلة العامّة الأسبوعيّة صباح اليوم في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا
البابا لاوون الرابع عشر يُجري المقابلة العامّة الأسبوعيّة صباح اليوم في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا

الفرق بين الاستعدادات والأوهام

شرح الأب الأقدس أنّ موضوع الاستعداد يشمل الحياة اليومية. فالأمر لا يقتصر على تنظيم احتفال ليتورجي، بل يشمل تهيئة النفس لعيش كل عمل بصفته ذبيحة وشكرًا. وشرح أنّ الاستعداد يعني إفساح المجال، وتخفيف ثقل القلب، والتخلي عن المطالب، وزرع الاستعداد لمحبّة تُعطى بلا شروط. وميّز البابا بين الاستعدادات والأوهام، فرأى أنّ الأولى تفتح الباب للقاء حقيقي، بينما تقود الثانية إلى توقعات وخيبات. 

وفي الختام، دعا الحبر الأعظم كل مؤمن إلى التساؤل عن المساحات التي تحتاج إلى تنظيم في حياته الخاصّة كي يصبح قادرًا على استقبال الربّ. وفسّر أنّ الاستعداد للفصح اليوم يعني الاضطلاع بأعمال غفران مسبقة والإصغاء والمصالحة والمبادرة والثقة بما أعده الله لنا.

البابا لاوون الرابع عشر يُجري المقابلة العامّة الأسبوعيّة صباح اليوم في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا
البابا لاوون الرابع عشر يُجري المقابلة العامّة الأسبوعيّة صباح اليوم في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا

ووجّه نداءً إلى المحتشدين في الساحة كي يعيشوا الثقة. فمن يفتح قلبه بهدف إعداد مكانٍ للقاء الله يكتشف أنّه يعيش محاطًا بعلامات محبة تسبقه وتدعمه، وفق تعبيره. وهناك، حيث يُهيَّأ الحب مسبقًا، يمكن للحياة أن تزهر حقًّا.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته