وضع البابا الراحل فرنسيس «السينودسيّة» في صلب الحياة الكنسيّة، وكان هذا القرار من أهمّ المشاريع في خلال حبريّته.
تدهورت صحة البابا فرنسيس في السنوات الأخيرة من حياته بسبب تحديات طبية متعدّدة، لكنّه حافظ على نشاطه فاتحًا أبواب الكنيسة أمام الجميع.
لم يركّز البابا الراحل فرنسيس على المسائل الخارجيّة المتعلّقة بالكنيسة فحسب، بل بذل جهودًا صارمة لإصلاح الهيكليّات الكاثوليكيّة الداخليّة، وأراد أن يُحرّرها ممّا يثقل كاهلها كي تفكّر أكثر بالرسالة والخدمة.
تجلّت الروح التبشيريّة للبابا الراحل فرنسيس من خلال رحلاته الكثيرة، إذ أجرى 47 رحلة رسوليّة خارج إيطاليا، وزار 61 دولة، أي ما يعادل ستّ دول سنويًّا.
عام 1992، نقل البابا القدّيس يوحنّا بولس الثاني فجأةً الأب خورخي ماريو بيرغوليو، أي البابا فرنسيس لاحقًا، من قرطبة الإسبانيّة ليُصبح أسقفًا مساعدًا في بوينس آيرس، بناءً على طلب الكاردينال أنطونيو كواراسينو الذي كان يشغل آنذاك منصب رئيس أساقفة المدينة الأرجنتينيّة.
تجلّى هدف التركيز على «الأقطار المنسيّة» الذي اتّخذه البابا الراحل فرنسيس من خلال محاربته «الاستعمار الإيديولوجيّ»، ومدِّه اليَد في الوقت نفسه لبلدان مجموعة السبع ودولٍ عدّة مثل الصين.
بعدما كان ثاني أبرز المرشّحين في كونكلاف العام 2005 الذي أدّى إلى انتخاب البابا بنديكتوس السادس عشر، تصاعد الدخان الأبيض في 13 مارس/آذار 2013 إثر انتخاب مجمع الكرادلة الكاردينال خورخي ماريو بيرغوليو لخلافة البابا الألمانيّ، وقد اتّخذَ فرنسيس اسمًا له.
وُلِدَ خورخي ماريو بيرغوليو، البابا فرنسيس، في 17 ديسمبر/كانون الأول 1936 في بوينس آيرس-الأرجنتين. نشأ في عائلةٍ تضمّ خمسة أطفال لأبوَيْن مهاجرَيْن إيطاليَّيْن. وكان والده ماريو محاسبًا في مكتب سكك الحديد في البلاد. أمّا والدته، ريجينا سيفوري، فلازمت رعاية أطفالها في المنزل.
قدّم البابا الراحل فرنسيس رؤية عظيمة في مسائل عدّة منها اللامركزيّة، والإصغاء، والمرافقة الرعويّة، وإنشاء كنيسة ترتكز على المشاركة الرعويّة والرحمة بدلًا من صرامة الدقّة العقائديّة وتدخّل الإكليروس في السياسة.
تشكِّل وفاة البابا فرنسيس اليوم نهاية حبريّة تاريخية دامت 12 سنة. إذ كان أوّل حبر أعظم من أميركا اللاتينية وأوّل عضو في الرهبانية اليسوعية يجلس على كرسي بطرس الرسول.