كيف عكست رحلات البابا فرنسيس وخياراته الأساسيّة منطق حبريّته؟

البابا فرنسيس يُصلّي في 2 فبراير/شباط 2023 مع كهنة وشمامسة ومكرّسين وإكليريكيّين في كاتدرائيّة سيّدة الكونغو في كينشاسا، عاصمة جمهوريّة الكونغو الديمقراطيّة البابا فرنسيس يُصلّي في 2 فبراير/شباط 2023 مع كهنة وشمامسة ومكرّسين وإكليريكيّين في كاتدرائيّة سيّدة الكونغو في كينشاسا، عاصمة جمهوريّة الكونغو الديمقراطيّة | مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

تجلّت الروح التبشيريّة للبابا الراحل فرنسيس من خلال رحلاته الكثيرة، إذ أجرى 47 رحلة رسوليّة خارج إيطاليا، وزار 61 دولة، أي ما يعادل ستّ دول سنويًّا.

وكسَرَ فرنسيس بذلك الرقم القياسيّ لمعدّل الرحلات الرسوليّة السنويّة الذي حقَّقه «البابا المُتَنَقِّل» القدّيس يوحنّا بولس الثاني، وقد وصل هذا الأخير في خلال حبريّته إلى خمس رحلات في السنة. وتُبَيِّن أماكن زيارات فرنسيس تفضيله دول الجنوب والبلدان التي عانت صراعات، مثل العراق وجمهوريّة أفريقيا الوسطى وجنوب السودان.

كرادلة من الدول المنسيّة

انعكس خيار الأب الأقدس هذا، عبْرَ تعيينه أعضاء جددًا في كلّيّة الكرادلة من الأقطار المُهمَّشة في العالم. ومن خلال 10 كونسيستوارات، أعطى فرنسيس 149 شخصًا جديدًا لقب كاردينال، وأعاد تشكيل مَجْمَع الكرادلة.

ففي خلال حبريّته، شهد هذا المَجْمَع تحوّلًا تاريخيًّا، بانخفاض المُكوِّن الأوروبي من 52 حتّى 35 بالمئة. ويعكس المجمع حاليًّا صورة كنيسة عالميّة بدرجةٍ أكبر، إذ تُمَثَّل فيه كلّ من أميركا الجنوبيّة وآسيا بنسبة 15 بالمئة، وأميركا الشماليّة بنسبة 17 بالمئة، وأفريقيا بنسبة 12 بالمئة، وأوقيانوسيا بنسبة 7 بالمئة. وقد اختار البابا فرنسيس 110 كرادلة من أصل الـ135 الذين سيُصوّتون الآن لاختيار خليفة له.

وكانت الرؤية العالميّة لأسقف روما واضحةً على وجه الخصوص من خلال تعيينه كرادلة من بلدان تُقيم فيها أقلّيّة كاثوليكيّة، مثل منغوليا والمغرب، ومن دول مُهَمَّشة مثل تونغا وهايتي، ومن أماكن صراع، مثل ميانمار وجنوب السودان وجمهوريّة أفريقيا الوسطى.

تعييناتٌ بطرق مختلفة

وعيَّن فرنسيس أعضاء في مَجْمَع الكرادلة بناءً على إلهامه الشخصيّ أو على توصيات، أو من خلال شبكته الاجتماعيّة، خلافًا للعرف التاريخيّ. وباعتماد هذه المعايير، تجاوَزَ الأب الأقدس تقليد المرشّحين لرتبة كاردينال. فعلى سبيل المثال، عيَّنَ فرنسيس الأسقف روبرت ماكلروي من أبرشيّة سان دييغو كاردينالًا في العام 2022، بدلًا من رئيس أساقفة لوس أنجلس والرئيس السابق لمؤتمر الأساقفة الكاثوليك في الولايات المتحدة، خوسيه غوميز.

وكثُرَت الافتراضات الخاطئة حول نيّة فرنسيس التخلّي عن أساسات تعاليم الكنيسة. وسادت شكوكٌ خاطئة تفترض أن تعيينات فرنسيس في كلّيّة الكرادلة كانت تقدّميّة وموحَّدة، لكنّه عيّن تقدّميّين ومحافظين.

قدّيسون من أنحاء العالم

انعكس هذا التوازن على إعلان فرنسيس قدّيسين جددًا في حبريّته، وقد أعلن تقديس ثلاثة من أسلافه: يوحنّا الثالث والعشرون، وبولس السادس، ويوحنّا بولس الثاني. كما أعلن 942 قدّيسًا على مذابح الكنيسة الكاثوليكيّة.

وتشمل هذه اللائحة شهداء أوترانتو الـ813. كما أعلن تقديس رئيس الأساقفة السلفادوريّ أوسكار روميرو، وهو ناقد شجاع لانتهاكات حقوق الإنسان، والكاردينال جون هنري نيومان، والأمّ تريزا من كالكوتا. وأطلق لقب ملفان الكنيسة على قدّيسَين آخرَين، هما غريغوريوس الأرمنيّ من ناريك وإيريناوس من ليون.

تُرجِمَ هذا المقال عن السجلّ الوطني الكاثوليكي، شريك إخباري لـ«آسي مينا» باللغة الإنجليزية، ونُشِر هنا بتصرّف.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته