البابا فرنسيس... حبريّة في خدمة الأقطار المنسيّة

البابا فرنسيس يترأّس ذبيحة إلهيّة في كاتدرائيّة القدّيسة مريم بمدينة يانغون في ميانمار يوم 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 البابا فرنسيس يترأّس ذبيحة إلهيّة في كاتدرائيّة القدّيسة مريم بمدينة يانغون في ميانمار يوم 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 | مصدر الصورة: L’Osservatore Romano

بعدما كان ثاني أبرز المرشّحين في كونكلاف العام 2005 الذي أدّى إلى انتخاب البابا بنديكتوس السادس عشر، تصاعد الدخان الأبيض في 13 مارس/آذار 2013 إثر انتخاب مجمع الكرادلة الكاردينال خورخي ماريو بيرغوليو لخلافة البابا الألمانيّ، وقد اتّخذَ فرنسيس اسمًا له.

وقتذاك، سارع البابا الأرجنتينيّ المُنتخَب إلى تحديد طبيعة حبريّته. وهو أوّل حبرٍ أعظم من خارج أوروبا منذ وفاة غريغوريوس الثالث عام 741. وقال فرنسيس من على شرفة بازيليك القدّيس بطرس: «أنتم تعلمون أنّ هدف الكونكلاف تسمية أسقفٍ لروما. يبدو أنّ إخوتي الكرادلة وصلوا حتّى أقاصي الأرض لاختياره، لكنّنا بلغنا الهدف المرجو».

اتّخذ فرنسيس المسائلَ التي تابعها عندما كان رئيس أساقفة وكاردينالًا في الأرجنتين أُسُسًا لحبريّته، فتجنّبَ ارتداء بعض الملابس البابويّة التقليديّة، وأقامَ في دار القدّيسة مارتا، بيت الضيافة الفاتيكانيّ، بدلًا من الشقق البابويّة التقليديّة في القصر الرسوليّ. وشدّد مرارًا على الحاجة إلى كنيسة «تخرج من قوقعتها لنشر كلمة الإنجيل»، فتبحث عن الموجودين «على الهامش» وتُرافقهم.

ولم تبقَ المبادئ السامية لحبريّته حبرًا على ورق، إذ أراد الأب الأقدس أن «تكون الكنيسة مستشفى ميدانيًّا تصل إلى الأقطار المهمّشة»، وابتغى أن «تنطبع على رعاة الكنيسة رائحة الخراف». وتبلورت رؤيته عبر سلسلة مشاهد قويّة، على غرار غسل الأب الأقدس أقدام سجناء، بينهم شابّ مسلم يوم خميس الأسرار، واحتضانه رجلًا مشوّهًا في ساحة القديس بطرس، والتقاطه صور «سيلفي» مع الشباب.

قضايا عالميّة

وكانت رحلته الأولى خارج روما، بعد انتخابه، إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطاليّة الصغيرة على البحر المتوسّط، حيث لفت الانتباه إلى محنة المهاجرين غير النظاميّين، العابرين البحار الخطِرة، لدخول أوروبا. وتحدّث كثيرًا عن معاناة المهاجرين واللاجئين الرهيبة، والانقسام بين دول الشمال ودول الجنوب، وبين البلدان النامية والغنيّة.

كما حذّر من السياسات الاقتصاديّة المُستغلّة للدول الفقيرة، وانتقد بشدّة ما سمّاها «عولمة اللامبالاة» التي تتجاهل معاناة المُهمَّشين، مندّدًا بـ«ثقافة التهميش» التي تنظر إلى الضعفاء والمُستضعَفين على أنّهم سلعٌ يمكن إهمالها.

وأشار فرنسيس مرارًا إلى محوريّة هذا النهج الإنجيليّ. وصرّح في فيلم ديزني الوثائقيّ «إجابات البابا» الصادر في أبريل/نيسان 2023 بأنّ «الكنيسة الحقيقيّة هي في الأقطار المنسيّة».

تُرجِمَ هذا المقال السجلّ الوطنيّ الكاثوليكيّ، شريك إخباري لـ«آسي مينا» باللغة الإنجليزيّة، ونُشِر هنا بتصرّف.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته