فرنسيس... حبرٌ أعظم هزّ الكنيسة

وفاة البابا فرنسيس في عمر 88 عامًا وفاة البابا فرنسيس في عمر 88 عامًا | مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

تشكِّل وفاة البابا فرنسيس اليوم نهاية حبريّة تاريخية دامت 12 سنة. إذ كان أوّل حبر أعظم من أميركا اللاتينية وأوّل عضو في الرهبانية اليسوعية يجلس على كرسي بطرس الرسول.

سيبقى أثر فرنسيس دامغًا في الكنيسة والعالم بفضل جهوده لإيصال البشارة إلى أقطار الكرة الأرضيّة المنسيّة وإلى المهمّشين في المجتمعات. فقد أحدثَ خضّةً قويةً ومزعجةً أحيانًا ضدّ ما وصفه بـ«وضع راهن كاثوليكيّ مُنغلق ومُنَفِّر وجامد».

بعد استقالة البابا بنديكتوس السادس عشر غير المُتَوَقَّعة في فبراير/شباط 2013، بدأت حبرية الإصلاح بقيادة الكاردينال خورخي ماريو بيرغوليو القادم من بوينس آيرس الأرجنتينية في 13 مارس/آذار 2013، بعدما انتخبه الكرادلة في الكونكلاف المُنعقِد آنذاك.

كيف أصبح بيرغوليو «فرنسيس»؟

قبل كونكلاف العام 2013، لم يكن اليسوعي الأرجنتيني البالغ من العمر 76 عامًا المرشح الأوفر حظًّا. لكن بعد تقديم رؤيته لإصلاح الكنيسة في خطاب ألقاه أمام الكرادلة قبل المجمع الانتخابي، أقنع معظم الناخبين بمشروعه الرامي إلى الرد بحزمٍ على الفضائح والتحديات المستمرة المعكّرة صفو الكنيسة. واقترح تقديم حلولٍ لمواجهة تراجع نسبة المشاركة في الكنيسة وانخفاض عدد الدعوات.

اتّخذ بيرغوليو اسم القديس الإيطالي من القرن الثالث عشر ومؤسِّس رهبانيّة الإخوة الأصاغر، فرنسيس الأسيزي، بهدف تعزيز دور الكنيسة في الوصول إلى الفقراء والمهمّشين والمنسيّين، ودفع قدراتها على التعامل مع تعقيدات الإيمان والعلاقات الإنسانية في عالم اليوم.

جهوده في التبشير 

في العام 2013، نَشَرَ البابا فرنسيس الإرشاد الرسولي «فرح الإنجيل» داعيًا من خلاله إلى المشاركة الرعوية في الأحياء الفقيرة وقاعات صناعة القرار. عُدَّت الوثيقة بيانًا يعكس رؤية الحبرية الجديدة، لكنّ مشروع حبريّته الحقيقي سَبَقَ اعتلاءه كرسي بطرس فجاء بصبغة أميركية لاتينية. بدا ذلك واضحًا من خلال الوثيقة الختامية للمؤتمر الخامس العام لأساقفة أميركا اللاتينية الذي عُقِد في منطقة أباريسيدا البرازيلية عام 2007 حيث كان الكاردينال بيرغوليو مسؤولًا رئيسًا عن صياغتها.

قدّمت «وثيقة أباريسيدا» استراتيجيات عدة للتبشير واعتُمِدَت لاحقًا في خلال فترة بابويّته. دعت الوثيقة إلى الانخراط في «مهمة قارّية عظيمة» ضمن كنيسة متواضعة المظهر تهتمّ بالخليقة والتقوى الشعبية وفقراء الأقطار المنسية.

وفي هذا السياق، حضّ فرنسيس، في حديثه عام 2013 ضمن الأيّام العالميّة للشبيبة في ريو دي جانيرو، جمهوره الشاب على عدم الخوف من تغيير مجرى الأمور لنقل بشارة أكثر فعاليّة. وقال: «ما توقعاتي في الأيّام العالميّة للشبيبة؟ أريد الفوضى… أريد أن أتخلّص من تدخّل الإكليروس في السياسة، والمسائل الأرضية الفانية، والانغلاق على أنفسنا في رعايانا أو مدارسنا أو هياكلنا. فعلى هذه الأمور أن تفارقنا!».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته