رحمة وضيافة... البابا فرنسيس يفتح أبواب الكنيسة لكلّ قاصد

البابا فرنسيس يلتقي جماعة شالوم الكاثوليكيّة في قاعة بولس السادس في شهر سبتمبر/أيلول 2022 البابا فرنسيس يلتقي جماعة شالوم الكاثوليكيّة في قاعة بولس السادس في شهر سبتمبر/أيلول 2022 | مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

تدهورت صحة البابا فرنسيس في السنوات الأخيرة من حياته بسبب تحديات طبية متعدّدة، لكنّه حافظ على نشاطه فاتحًا أبواب الكنيسة أمام الجميع.

على الرغم من وجعٍ في عرق النسا، ومشكلات في الجهاز التنفسي، وتلف رباط ركبتيه، وعمليّة جراحية معوية، وقصورٍ في الحركة ألزمته استخدام كرسي متحرّك، لم يتخلَّ الأب الأقدس عن برنامجه المُثقَل بالمقابلات العامة والرحلات الرسوليّة، ولو أنّه خفّض وتيرة نشاطاته في الأشهر الأخيرة المُنصرِمة.

احتضان الأشدّ فقرًا

ستبقى صور فرنسيس محتضنًا أفقر الناس وأكثرهم معاناةً راسخةً في أذهان كثيرين. وسيذكره العالم مناصرًا لأعمال الرحمة والمودّة، بعدما أعلن ليلة انتخابه أنّه جاء من أقاصي الأرض. وفي خلال حبريّته المفاجِئَة وغير المُقَدَّرة في معظم الأحيان، وصل حقًّا إلى أقاصي الأرض صانعًا من الكوكب مكانًا مرحّبًا بالجميع، ومُكرِّرًا في معرض كلامه عن الرحمة والضيافة جملته الشهيرة: «جميعنا، جميعنا، جميعنا!».

وفي إرشاده الرسولي «فرح الإنجيل»، كتب فرنسيس: «الكنيسة مدعوةٌ إلى أن تكون بيت الآب، فتشرع أبوابها على الدوام. ويتجلّى هذا الانفتاح من خلال فتح أبواب كنيستنا دائمًا. وإذا جاء شخصٌ متأثر بالروح القدس يبحث عن الله، فلن يجد بابًا مغلقًا».

مساندة المهمّشين

في 24 ديسمبر/كانون الأول 2024، بصفته أوّل «حجّاج الرجاء»، فتح الحبر الأعظم الباب المقدس في بازيليك القديس بطرس-الفاتيكان مُعلِنًا بداية يوبيل 2025. وفي خطوةٍ تاريخية، فتح أيضًا بابًا مقدسًا داخل سجن ريبيبيا في العاصمة الإيطاليّة روما. ومن خلال هذه السابقة، أثبت الأب الأقدس التزامه المستمرّ مساندة المهمّشين.

وبعد رحيله، ترك فرنسيس خَلْفَه مشروع السينودسية الضخم وإصلاحات الكوريا الرومانية غير المكتملة. ويتعيّن الآن على الكرادلة اختيار خَلَفٍ له يحسم قراره بالسير على خطى البابا فرنسيس وحمل رايته. ويرث البابا الجديد مجتمعًا كاثوليكيًّا منقسمًا يعاني أزمات الحداثة والنسبية.

ومع ذلك، فإنّ رؤية فرنسيس لكنيسة «الأقطار المنسيّة» التي تصغي إلى أنين المتألمين وترافقهم  برحمة، غيّرت بلا ريبٍ وضع الكنيسة الراهن وأطلقت مسارًا يتردّد صداه في أرجاء العالم الكاثوليكي بعد وفاته.

تُرجِمَ هذا المقال عن السجلّ الوطني الكاثوليكي، شريك إخباري لـ«آسي مينا» باللغة الإنجليزية، ونُشِر هنا بتصرّف.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته