كيف تنظر الكنيسة إلى مخاطر الذكاء الاصطناعيّ؟

ثمّة مخاوف من استخدام طَرَفٍ خارجيٍّ ما الذكاءَ الاصطناعيّ لإيذاء المؤمنين أو خداعهم ثمّة مخاوف من استخدام طَرَفٍ خارجيٍّ ما الذكاءَ الاصطناعيّ لإيذاء المؤمنين أو خداعهم | مصدر الصورة: Single Catholic Writer/Pinterest

للذكاء الاصطناعيّ فوائد جمّة في اختزال الوقت والجهد اللازمَين للوصول إلى المعلومة وتيسيره الحصول عليها، وبخاصّةٍ في الظروف الأشدّ قساوةً زمانيًّا ومكانيًّا. لكن هل يكفي الجهد الشخصيّ والقدر الهائل من المعرفة المكتَسَبة عَبْرَه، كتابيًّا ولاهوتيًّا، ليربط الإنسان بعلاقة مع الله ويوطّدها؟

سلّط الأب ميسّر المخلّصي، من رهبنة الفادي الأقدس، عبر «آسي مينا» الضوء على مخاطر التقنية، ووَجّه الانتباه إلى جانبها السلبيّ، ومساوئ الاستعانة بالذكاء الاصطناعيّ لاكتساب المعلومات الدينيّة والكتابيّة.

تشويه المعتقدات والتلاعب بالأفكار

حذّر المخلّصي من استخدام طَرَفٍ خارجيٍّ ما الذكاءَ الاصطناعيّ لإيذاء المؤمنين أو خداعهم، بقصد تشويه معتقداتهم والتلاعب بأفكارهم، ونصح بالعودة دائمًا إلى النص الكتابيّ ومراجعة العقائد الإيمانيّة، ليكتسب المؤمن درجةً من التعمّق تساعده على التمييز بين الحقيقيّ والزائف، ليتمكّن من إزاحة جميع المروّجين للأفكار والسلوكيّات المخالِفة لقِيَم إيمانه المسيحيّ، الروحيّة والأخلاقيّة.

وأوضح أنّ استعانة الإنسان المعاصر بالذكاء الاصطناعيّ كوسيلةٍ للإجابة عن تساؤلاته الدينيّة واللاهوتيّة يمكن أن يوقعَه في الانبهار المادّي أو التقني، ما يجعَل الوسيلة سببًا رئيسًا يُبعد الإنسان عن الله ويحبسه في دائرة استهلاكيّة أو مادّيّة.

خطر على العلاقة الحقيقيّة

وتابع: «عندما يصبح الإيمان بالعقل فقط، دون الوقوف أمام خالق العقل، سيقود ذلك النوع من الإيمان صاحبه إلى تجاهل الحاجة إلى العلاقات الإنسانيّة أو التأمّل الروحيّ الشخصيّ. لذا فإنّ خطورة التطبيقات والبرامج الإلكترونيّة تكمن في قصورها عن تحقيق العلاقة الحقيقيّة بين الإنسان والله، مهما قدّمت له من فائدة معرفيّة، لأنّ المعرفة غيرة كافية للدخول في علاقة».

«ليس الكتاب المقدّس كتاب معلوماتٍ، بل كتاب إيمان يروي خبرات إيمانيّة عاشتها جماعة شعب الله، وتريد أن تنقلها لِبَنيها ليعيشوا حسب قلب الله ويبلغوا الخلاص الموعود» بحسب المخلّصيّ.

وشدّد على دور الروح القُدس وحضوره، «فمن دونه لا يمكن استلهام إرادة الله التي كَشَفَها بوحيه في الكتاب المقدَّس أو فهمها. نسمّيه كتابًا مقدّسًا لأنه ليس كتاب الماضي، بل كتاب كلّ زمن، وبالرّوح القُدس فقط نستطيع أن نعيش كلمات الماضي في الحاضر. إذ ليس بالمعرفة بل بالرّوح القُدس يولد الإيمان ويُعاش».

الاستسلام لنعمة الروح القدس

غيَّر الروح القدس الحالّ على الرُّسُل يوم العَنصرة حياتهم تمامًا، فصار الخائفون المتخفّون مبشِّرين لا يخشَون الموت. بطرس ناكِر معلّمه تقدّم للموت على صليبٍ مقلوب. شاول الفرّيسي مضطهِد المسيحيّين الذي كان يعدّ الصليب عارًا ولعنةً، بشّر به مفتخِرًا بأنه حكمة الله وأداته للخلاص.

ختامًا، أكّد المخلّصي الخطورة البالغة الكامنة في عجز الذكاء الاصطناعيّ عن منح السلام والحبّ، «فالمعرفة غير المدعومة بالصلاة القلبيّة والاستسلام لنعمة الروح القدس التي تسعدنا، معرفة ناقصة وقاصرة وبلا روح».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته