دعا البطريرك الكلدانيّ الكاردينال لويس روفائيل ساكو الحكومة العراقيّة إلى تحمّل مسؤولياتها تجاه حماية «الشعب المسيحيّ الأصيل» واتّخاذ إجراءات عادلة ومُنصِفة لصَون حقوقه وحقوق سائر الأقلّيات، كونهم السكّان الأصليّين لهذه الأرض.
في رسالةٍ بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لمأساة التهجير القسريّ لمسيحيّي الموصل وبلدات سهل نينوى، عدّ ساكو متابعةَ الحكومة هذه القضية ضرورةً إنسانيّة وواجبًا وطنيًّا تجاه المسيحيّين الذين يجسّدون ثقافةً وتراثًا غنيَّين، وأدّوا دورًا محوريًّا في التعليم والثقافة والطب وسواها، وما زالوا قادرين على الإسهام في نهضة العراق وتقدّمه.
البطريرك الكلدانيّ الكاردينال لويس روفائيل ساكو. مصدر الصورة: آسي مينا
الكنيسة السند الوحيد لأبنائها
أشاد ساكو بدور الكنيسة في مرافقة أبنائها في خلال محنة تهجيرهم وما أعقبها لثلاث سنوات. وأضاف: «في ظلّ هذه المأساة التي عاشوها، كانت الكنيسة وحدها الواقفة إلى جانبهم لإسكانهم وإطعامهم، ودعمت مواصلة أولادهم دراستهم في المدارس والجامعات».
ووصف ساكو مأساة التهجير وما رافقها من سلب ممتلكاتهم ونهبها وحرق كنائسهم ومنازلهم بالذكرى المُرّة التي قصَمت ظهر المسيحيّين وأجبرت ما يقارب المليون منهم على الهجرة. وما زال قلقهم يتزايد وهاجس الهجرة لديهم يتعاظم «أمام استحواذ فصائل مسلحة على بلداتهم، بخاصّة في سهل نينوى وممارسة الابتزاز والمضايقة ومصادرة الكوتا والمناصب الحكومية في ظل غياب إجراءات فعالة لحماية حقوقهم وأمنهم».
تشديد على حقّ المسيحيين في العيش بأمان وعدالة وإنصاف. مصدر الصورة: ستيفان شاني
وذكّر ساكو بحرف النون الذي رسمه التنظيم الإرهابيّ على بيوت المسيحيّين، وقال إنّه لا يزال محفورًا في ذاكرتهم ويلهمهم الثبات في إيمانهم والشهادة له وعدم الاستسلام للظلم رغم التضحيات والصعوبات.
وأكّد تمسّك المسيحيّين بأرضهم واعتزازهم بتاريخهم ولغتهم ووطنيّتهم، والتشديد على حقّهم في العيش بأمان وعدالة وإنصاف لضمان استمرار وجودهم في أرضهم التاريخيّة. وتمنّى ساكو ألّا تتكرّر مثل هذه المأساة مع أيّ مكوّن عراقيّ وأن يعيش الجميع بسلام ووئام ومحبّة وأخوّة.
عقب أحد عشر عامًا على مأساة احتلال تنظيم داعش الإرهابيّ الموصل وقرى سهل نينوى وبلداته، تمرّ الذكرى السنويّة لهذه المأساة حاملةً سؤالًا ما انفكّ يتكرّر: ماذا بقي اليوم من مسيحيّي العراق؟
وجَّه البطريرك الكلدانيّ الكاردينال لويس روفائيل ساكو نداء استغاثة إلى رئيس الوزراء العراقيّ محمّد شيّاع السودانيّ، مطالبًا بدرء خطر الانتهاك عن مواقع تاريخيّة مسيحيّة مقدّسة في محافظة النجف تعود إلى القرن السادس الميلاديّ.
يفتخر قضاء عنكاوا، التابع لمحافظة أربيل في إقليم كردستان العراق، باحتضانه التجمّع الأكبر لمسيحيّي العراق، إذ يضمّ قرابة خمسة وسبعين ألف مسيحيٍّ من أبناء الكنائس الرسوليّة، الكاثوليكيّة والأرثوذكسيّة، فضلًا عن أبناء الكنائس الإنجيليّة.