ذكاء اصطناعي يشرح تعاليم الكنيسة الكاثوليكيّة... إليكم التفاصيل

شعار CatéGPT شعار CatéGPT | مصدر الصورة: categpt.chat

عندما تتراكم في ذهنك أسئلة تحتاج إلى إجابات كاثوليكية، قد تلجأ إلى كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، أو قد تستشير لاهوتيًّا أو كاهنًا، أو قد تبحث عن إجابة على غوغل. لكنّ خيارات بديلة ظهرت أخيرًا، ومنها الذكاء الاصطناعي.

ربّما سمعت عن «كاهن رقمي» مصمّم بالذكاء الاصطناعي أنشأته منظمة كاثوليكية تدافع عن الإيمان، مقرّها في كاليفورنيا الأميركية، تُدعى «إجابات كاثوليكية». لكنّ هذه الأداة لاقت انتقادات واسعة بسبب ظهور الكاهن بهيئة شخصية افتراضية جعلته يبدو كأنّه داخل لعبة الفيديو. وانتُقِدت بسبب تمكّن أحد المستخدمين من دفع «الكاهن الرقمي» إلى منحه «مغفرة» الخطايا. فأصدرت المنظمة بيانًا تعِدُ فيه بالاستعاضة عن شخصية الكاهن بشخصية رجل علماني يدعى «جاستن».

ذكاء اصطناعيّ يقدّم إجابات كاثوليكيّة 

لكن، لا تزال هناك خيارات بديلة للكاثوليك. فقد ظهرت وسيلة مُصمّمة لتوفير إجابات دقيقة عن تساؤلات الناس من خلال مراجع كنسيّة موثوقة تُدعى «كاتي. جي. بي. تي.» (CatéGPT).

طوَّرَ هذا الذكاء الاصطناعي مهندس كاثوليكي من أصل سويسري، يُدعى نيكولا تورشبوف ويبلغ من العمر 31 عامًا، في وقت فراغه. وأطلق تورشبوف المنصّة في أواخر ربيع 2023. يقبل هذا الذكاء الاصطناعي أسئلةً عن تعليم الكنيسة الكاثوليكية على غرار: «لماذا المعمودية ضرورية؟». فيقدّم ملخّصًا يستند إلى مصادر مسيحيّة موثوقة.

وعلى الرغم من تلخيص «كاتي. جي. بي. تي.» الإجابات عن الأسئلة المعقدّة، أوضح تورشبوف أنّ هدف المنصّة التشجيع على قراءة الوثائق الكنسية كاملةً. وشرح أنّ «علاوةً على تقديم إجابات واضحة، توفر [كاتي. جي. بي. تي.] قائمةً بالمراجع المستخدمة في الإجابة لتشجيع المُستَخدِم على قراءتها».

أيمكن الوثوق بهذا الذكاء الاصطناعيّ؟

تتوفر منصّة «كاتي. جي. بي. تي.» بسبع لغات. وأطلقها تورشبوف في اليوم العالمي الثّامن والخمسين لوسائل التواصل الاجتماعي بالفاتيكان في فبراير/شباط الماضي. ووُلِد اندفاعه لتصميم هذه الأداة من قلقٍ يساوره. إذ لاحظ افتقار الشباب الكاثوليك إلى المعرفة بغية مناقشة القضايا المعقدة بشكل صحيح. وشرح: «قبل السعي إلى إصلاح كلّ شيء، نحتاج إلى إعادة اكتشاف النصوص الكنسيّة الأساسيّة».

وفي حين أنّ منصّة «كاتي. جي. بي. تي.» ليست معصومة عن الخطأ، كما جميع أنواع الذكاء الاصطناعي، يُعدّ استخدامها مصادر إلكترونية علنيّة شبه ضمانة لصحّة محتواها. لكنّ هذا الأمر لم يذلِّل تجنّب بعضهم الاعتماد على الذكاء الاصطناعي للحصول على إجابات عن الكنيسة وتعاليمها. ويوضح المخترع أنّه لا يمكن لهذا الذكاء الاصطناعي أن يحلّ كلّيًّا محلّ الكهنة والمكرّسين والناس في مساندة الكنيسة رعائيًّا. وتظهر في إجابات «كاتي. جي. بي. تي.» مقاطع فيديو «لمؤثرين كاثوليك»، يرغب المهندس السويسري من خلالها في إضفاء طابع شخصيّ على المنصّة.

يُذكر أنّ في خلال حبرية البابا فرنسيس، انخرطت الكنيسة في موضوع أخلاقيات الذكاء الاصطناعي. إذ دعا الحبر الأعظم إلى استخدام هذه الأداة مع مراعاة الجانب الأخلاقي المرتبط بها. ولم يُخفِ تورشبوف خطورة ثورة الذكاء الاصطناعي. لكنّه قال: «بدلًا من الخوف من هذه الثورة، فلنستغلّ جوانبها الإيجابية».

تُرجِمَ هذا المقال عن وكالة الأنباء الكاثوليكية، شريك إخباري لـ«آسي مينا» باللغة الإنجليزية، ونُشِر هنا بتصرّف.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته