عناق الإيمان والبيئة... بلاستيك المحيط صار مسبحةً

المحيط مصدر لمبادرة إيمانية مجتمعية فريدة المحيط مصدر لمبادرة إيمانية مجتمعية فريدة | Provided by: Rich Carey/Shutterstock

في توازن فريد بين الإيمان والنشاطيّة البيئية، وزّع حجّاج من فانكوفر في كولومبيا البريطانية-كندا أكثر من مسبحة مصنوعة من بلاستيك المحيط المعاد تدويره. جرى ذلك في إطار الأيام العالميّة للشبيبة في لشبونة-البرتغال، في أغسطس/آب الجاري. وتأتي هذه المبادرة بدعم من بنك البلاستيك، وهو مؤسّسة اجتماعية تقع في فانكوفر وتعمل على تحويل النفايات البلاستيكية إلى موارد ذات قيمة.

تهدف هذه المبادرة إلى التوعية بمفهوم الإيمان وأهمية الاهتمام بالبيئة على حدّ سواء. ويضطلع بنك البلاستيك بجهود متعددة للحدّ من تدفق البلاستيك إلى المحيطات، وفي الوقت نفسه، تعزيز الوعي بأهمية الاستدامة والتصدي لقضايا الفقر من خلال تحويل البلاستيك إلى مورد لا يُهمل.

مسبحة مصنوعة من النفايات البلاستيكية التي جُمِعت من المحيط. Provided by: Plastic Bank
مسبحة مصنوعة من النفايات البلاستيكية التي جُمِعت من المحيط. Provided by: Plastic Bank

وقال بيتر نيتشكي، رئيس شراكات المجتمع في بنك البلاستيك، في حديث إلى CNA Deutsch، الشريك الإخباري باللغة الألمانيّة لوكالة «آسي مينا»: «جرى توزيع مئة مسبحة من أصل ألف صُنِعت بصورة خاصّة للأيام العالمية للشبيبة، وكانت ردود الفعل إزاء المبادرة إيجابية وملهمة».

وعبّر نيتشكي عن أمله بأن تنسجم هذه المسبحة المستدامة مع رسالة البابا فرنسيس في كتابه «كن مسبَّحًا»، والذي يدعو فيه جميع الأفراد على مستوى العالم إلى الاعتناء بكوكبنا. وتابع نيتشكي: «من خلال اتحاد الإيمان بالوعي البيئي، يكمن هدفنا في تحفيز الحجّاج والمجتمع بأكمله على تبني ثقافة إعادة التدوير الاجتماعي».

وعن عمليّة صناعة المسبحة الفريدة، أشار نيتشكي إلى أنها قائمة على التشارك المجتمعي. إذ يتولّى سكّان محليون جمع النفايات البلاستيكية من مصادر متعددة، بدءًا بالمناطق الساحلية وصولًا إلى المناطق الحضرية. وهذا الجهد لا يسهم في تحسين البيئة فحسب، بل أيضًا في تعزيز اقتصاد هذه المجتمعات.

وثمّن نيتشكي الجهود المميزة التي بذلتها البرازيل، إذ نجحت إحدى الأبرشيات في جمع أكثر من 24 ألف كيلوغرام من البلاستيك في وقت قصير. وشدّد على أنّ جهودًا مماثلة تبرهن على قوة الحركات الشعبية في تحقيق التغيير.

ولفت نيتشكي أيضًا إلى تأثير هذه المبادرة على المجتمع، قائلًا: «صمَّم هذه المسبحة بعناية نزلاء في سجن مدينة مانيلا، كجزء من برنامج خاصّ تطويري تقدمه إدارة السجون الفلبينية لفئة من السجناء، وهو ما يمنحهم فرصة لتطوير مهاراتهم وزيادة فرص كسبهم».

تجدر الإشارة إلى أنّ البابا فرنسيس شدّد في كتابه «كُن مُسَبَّحًا» على «التحديات الخاصة» التي تفرضها مشكلة النفايات البحرية وأهمية الحفاظ على البحار المفتوحة، مؤكّدًا «مسؤوليتنا في رعاية البيئة كجزء لا يتجزأ من رؤيتنا المتكاملة لتطوير الإنسانية».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته