المثليّة الجنسيّة تشعل جدلًا في لبنان والبطاركة الكاثوليك يلزمون الصمت

وسط بيروت حيث تتجاور كاتدرائية القديس جاورجيوس المارونية وجامع محمد الأمين وسط بيروت حيث تتجاور كاتدرائية القديس جاورجيوس المارونية وجامع محمد الأمين | Provided by: JossK/Shutterstock

انتشر الشهر الماضي خبر تقديم 9 نواب لبنانيين اقتراح قانون يهدف إلى إلغاء المادة 534 من قانون العقوبات التي تنصّ على أنّ «كل مجامعة على خلاف الطبيعة يُعاقب عليها بالسجن حتى سنة واحدة». ففُتِح نقاش واسع في البلاد حول القضية ولم يخرج حتى الساعة أي من البطاركة الكاثوليك برأي علني حول الموضوع.

ويستند القضاء اللبناني إلى هذه المادة لتجريم العلاقات مثلية الجنس. 

مواقف حكومية

طالب وزير الثقافة اللبناني محمّد مرتضى بمنع عرض فيلم «باربي» السينمائي في لبنان بسبب تعارضه «مع القيم الأخلاقية والإيمانية». لكنّ اللجنة المكلفة بالرقابة على أفلام السينما، لم تَجد فيه سببًا لعدم عرضه. وبعد لقاء بين البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزراء من الحكومة أعلن وزير الثقافة أنّه اتُّفِق على تحصين الوطن من ثقافة الشذوذ.

وسحب وزير التربية عباس الحلبي لعبة «الأفعى والسلّم» من نشاطات المدرسة الصيفية للمدارس الرسمية بسبب وجود ألوان قوس قزح فيها. 

موقف مسيحيي لبنان

بينما تكثر المواقف والنقاشات على مواقع التواصل الاجتماعي مع إعلان جهات دينية مسلمة موقفها بوضوح، كان لافتًا عدم خروج أي من البطاركة الكاثوليك بمواقف علنية ومباشرة حول موضوع مقترح قانون رفع الجرم. 

وهجم أفراد مجموعة تطلق على نفسها اسم «جنود الرب» وتضع علامة الصليب في شعارها، على ملهى ليلي في بيروت حيث اعتدت بالضرب على الموجودين في المكان بسبب مشاركتهم في عرض «دراغ كوين». 

أمّا مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو بو كسم فأشار في تصريح له إلى أنّ «تعاليم الكنيسة الكاثوليكية تعتبر أنّ الشذوذ الجنسي خطيئة من الكبائر». وشرح أنّ البابا فرنسيس «لم يشرّع ولن يشرّع ضد تعاليم الكنيسة، ولم يدع الى تشريع المثلية الجنسية أو إلى أي شيء شاذ عن الطبيعة وهناك من أخذ كلام قداسة البابا ليتلطّى خلفه».

ما موقف البابا فرنسيس من المثليين؟

كان البابا فرنسيس قد أبدى مواقف عدّة في موضوع مثليي الجنس والمتحولين جنسيًّا. فهو قد أكّد في يناير/كانون الثاني أنّ المثلية الجنسية ليست جريمة إنّما خطيئة. وشرح أنّها خطيئة، مثل أي فعل جنسي خارج إطار الزواج، والأخلاقيات الكاثوليكية تأخذ في الاعتبار أيضًا الحرية الشخصية والنية لدى الإنسان الخاطئ وهذا تعليم مُتّبع في التعامل مع كل أنواع الخطايا أيًّا تكن.

وكان الأب الأقدس قد حذّر في السابق من «حرب عامة» ضد الزواج التقليدي والأسرة، قائلًا إنّ النظرية الجندرية تهاجم كليهما. وميّز بين المثلية وتعليمها في المدارس الذي عدَّه «استعمارًا إيديولوجيًّا». ورأى أن لا مجال لوجود المثلية الجنسية بين الكهنة.

وفي آخر موقف له حول الموضوع، أكّد فرنسيس في خلال لقاء خاص يوم السبت 5 أغسطس/آب 2023 مع أعضاء الرهبانية اليسوعية أنّ أبواب الكنيسة مفتوحة أمام الجميع بمن فيهم المثليون والمتحولون جنسيًّا.

مواقف من جهات مسلمة

كان لكثيرين من السياسيين ورجال الدين المسلمين اللبنانيين مواقف من القانون المقترح. فالأمين العام لحزب الله حسن نصر الله شنّ هجومًا على المثليين في خطاب له، معتبرًا هذا الموضوع «خطرًا داهمًا». وشدد على ضرورة مواجهة هذه الثقافة بكل الوسائل، ومن دون أَسْقُف. ودعم نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب مشروع قانون للتشدد في مكافحة الترويج للشذوذ الجنسي.

في حين أكد مفتي الجمهورية اللبنانية ​الشيخ عبد اللطيف دريان أنّ دار الإفتاء لن تسمح بتشريع المثلية الجنسية. ودعا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز إلى سحب مشروع القانون الهادف إلى إلغاء تجريم المثليين. ونظّمت «جمعية الدعاة» اعتصامًا في بيروت تحت عنوان «نعم لشرع الله ودينه لا للشذوذ الجنسي». 

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته