البابا فرنسيس: لعدم غلق أبواب الكنيسة بوجه المثليّين والمتحوّلين جنسيًّا

البابا فرنسيس يلتقي الرهبان اليسوعيين في لشبونة-البرتغال البابا فرنسيس يلتقي الرهبان اليسوعيين في لشبونة-البرتغال | Provided by: Vatican Media

عقد البابا فرنسيس لقاءً خاصًّا يوم السبت 5 أغسطس/آب الحالي مع أعضاء الرهبانية اليسوعية في معهد «سانت جاو دي بريتو» بلشبونة، في إطار زيارته البرتغال للمشاركة في الأيام العالمية للشبيبة. في ذلك اللقاء، طُرحت على الأب الأقدس أسئلة مختلفة نشرتها اليوم مجلة الحضارة الكاثوليكية

تناول اللقاء موضوعات عدة منها الدنيوية، والإكليروسية، وفحص الضمير، والعمل الراعوي مع الفقراء، والرجعية في التعليم، والمتحولون جنسيًّا، والسينودسية وغيرها. 

المثلية وخطيئة الزنى

استنادًا إلى إلحاحه على ضرورة أن تكون أبواب الكنيسة مفتوحةً أمام الجميع في كلمته في إطار حفل ترحيبي من فعاليات الأيّام العالميّة للشبيبة، سئل البابا فرنسيس عن الشبيبة التي تعرّف  ذاتها بأنها مثليّة الجنس وغير راغبة بالعيش في العفاف على الرغم من حياتها الفاضلة في مواضع أخرى كثيرة. 

فاستعاد الحبر الأعظم دعوة يسوع للجميع بلا استثناء في مثل المدعوين إلى العرس، مشدّدًا على أنّ أبواب الكنيسة مفتوحة للجميع. وكشف أنّ رؤية خطيئة الزنى بعدسة مكبّرة كما فعلت الكنيسة لسنوات طويلة أمرٌ لا يعجبه، لأنّ خطايا أخرى كثيرة تفقد الأهمية اللازمة لها بهذا الشكل. وأردف أنّه يجب عدم العيش بسطحية وسذاجة عبر إجبار الأشخاص على تصرّفات ليسوا ناضجين كفايةً لها بعد. وفسّر أنّ المرافقة الراعوية والروحية تتطلب كثيرًا من الإبداع والرقة لكنّ الجميع مدعوون إلى العيش في الكنيسة. 

خبرة مع متحوّلات جنسيّات

روى الأب الأقدس قصّة راهبة تدعى جنفياف من راهبات يسوع الصغيرات تعيش بالقرب من سيرك روما المنتقل وتعمل مع نساء متحولات جنسيًّا. زار فرنسيس تلك الجماعة، وبعدما سألته الراهبة إن كان بإمكانها إحضار أولئك المتحولات إلى المقابلة العامة الأسبوعية التي يجريها في الفاتيكان، أجابها الأب الأقدس: «بالتأكيد، لمَ لا؟». وبعدما أتت المتحولات مع الراهبة، اغرورقت عيونهنّ بالدموع، على حدّ قوله. سأل فرنسيس إحدى النساء عن السبب فأجابته: «لم أعتقد أنّ البابا سيوافق على استقبالي». وبعدها، بدأت هؤلاء النساء يرتدنَ تلك المقابلات ويراسلنَه عبر البريد الإلكتروني وهو يجيبهنّ.

أكبر خطر على الكنيسة 

في إجابته عن أسئلة الرهبان اليسوعيين، عبّر فرنسيس عن قلقه من الدنيوية المنتشرة في عالم اليوم والتي تتغلغل في المكرّسين. ولفت إلى أنّ الحوار مع العالم ليس العيش في الدنيوية. واقتبس من اللاهوتي الكاثوليكي هنري دي لوباك أنّ الدنيوية الروحية أسوأ ما يمكن أن يصيب الكنيسة. ولفت الانتباه إلى الإكليروسية المنتشرة بين الكهنة والعلمانيين. واعتبر أنّ البحث عن الذات مشكلة جدية، داعيًا إلى فحص الضمير. 

الرجعية الأخلاقية

في سياق آخر، طلب البابا فرنسيس مرافقة الفقراء وعيش العدالة الاجتماعية. ورأى أنّ الفقراء يملكون حكمة خاصة ويجب مساعدتهم على العيش بكرامتهم، وأنّ العمل الراعوي معهم أمر يُغني. 

وتطرق إلى وضع الكنيسة في الولايات المتحدة الأميركية، مؤكّدًا أنّ جماعة المؤمنين تشهد حالة «ردة فعل قوية جدًّا ومنظمة». وذكّر بأنّ الرجعية غير مفيدة، وبأنّ هناك «تطورًا صحيحًا» في فهم قضايا الإيمان والأخلاق. وأعطى مثال تسامح بعض الباباوات في الماضي مع العبودية لكن اليوم لم يعد الأمر مقبولًا، كما أنّ استخدام القنابل النووية والحكم بالإعدام على المساجين لم يعودا مقبولَين. وقال إنّ النظر إلى تعليم الكنيسة كوحدة متراصة أمر مغلوط. 

ونبّه إلى أنّ تبعات النظرة الرجعية إلى الأخلاقيات وَخِيمة، لذلك يجب التطور إنّما في الاتجاه الصحيح، على حدّ تعبيره. وحذّر من الإيديولوجيات التي تستبعد التقليد وتحلّ محلّ الإيمان، ومن التحجّر. 

فرحة البابا 

في إطار منفصل، عبّر فرنسيس عن فرحه بالتحضير للسينودس المقبل في روما. وشرح أنّ السينودسية ليست السير وراء التصويت، كما يفعل حزب سياسيّ، فهي ليست مسألة تفضيل وانتساب إلى حزب بدل آخر، لأنّ الفاعل في السينودس هو الروح القدس. وأردف أنّ أكثر ما يقلقه اليوم هو الحروب. وطلب إلى الرهبان اليسوعيين استقبال قلق الشباب ومساعدتهم على النمو. 

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته