البابا فرنسيس: «يسوع يريدنا أن نكون صنّاع تاريخ جديد وناسجي أمل»

خلال الذبيحة الإلهيّة في ملعب الكومنولث إدمنتون خلال الذبيحة الإلهيّة في ملعب الكومنولث إدمنتون | Provided by: Vatican Media

ضمن رحلته إلى كندا، احتفل البابا فرنسيس بالذبيحة الإلهيّة اليوم في ملعب الكومنولث في إدمنتون، الذي يسع لخمسين ألف شخص، بمناسبة عيد القدّيسين يواكيم وحنّة جدّي يسوع. ألقى البابا خلال القدّاس عظة تناول فيها موضوع المحافظة على التاريخ وبناء تاريخ أفضل.

حيّا رئيس أساقفة إدمنتون المطران ريتشارد سيمث البابا في بداية الذبيحة الإلهيّة، مثمّنًا الجهود التي قام بها ليكون معهم ومعبّرًا عن امتنانه الكبير. وقال سميث إنّ أساقفة كندا ملتزمون كلّيًا بالسير مع الشعوب الأصليّة.

وفي عظته، دعا البابا إلى التفكير في جانبين؛ الجانب الأوّل هو التفكير في المحافظة على التاريخ الذي نحن أبناؤه. ويأتي ذلك، بحسب الأب الأقدس، عبر التذكّر بأنّنا لسنا جزرًا معزولة عن الآخرين وأنّ أجدادنا هم من نقل إلينا جذورًا نتعلّم منها أنّ الخير والحنان والحكمة جذور إنسانيّة راسخة. وذكّر البابا بأنّنا أبناء لأنّنا أحفاد أيضًا، ولكلّ واحد منّا جدّ وجدّة. فالأجداد سمحوا لنا، كما شرح الأب الأقدس، أن نكون أشخاصًا فريدين وأصليّين وأحرارًا.

ودعا البابا إلى التعلّم من يواكيم وحنّة ومريم والدة يسوع عدم اضطهاد ضمير الآخر أو تقييد حرّيته أو فقدان الحبّ والاحترام للأشخاص الذين سبقونا والموكلين إلينا. كما قال: «لنسأل أنفسنا إذن: هل نحن أبناء وأحفاد يعرفون المحافظة على الغنى الذي نالوه؟ هل نتذكّر التعاليم الصالحة التي ورثناها؟ هل نتحدّث مع كبار السنّ ونخصّص وقتًا للإصغاء إليهم؟». وسأل البابا: «هل حافظنا على كتاب أسلافنا المقدّس وعلى مسبحتهم الورديّة؟». كما شدّد على ضرورة الاهتمام بجذورنا أمام ضباب النسيان.

أمّا الجانب الثاني الذي دعا إلى التفكير فيه، فهو أنّنا صنّاع تاريخ يجب بناؤه، وأننا لسنا فقط أبناء التاريخ. من هنا سأل الحبر الأعظم: «ماذا نريد أن نورث أجيالنا المقبلة؟ إيمانًا حيًّا أم إيمانًا "بماء الورد"؟ مجتمعًا مؤسّسًا على منفعة الأفراد أم على الأخوّة؟ عالمًا يسوده السّلام أم الحرب؟ خليقة محطّمة أم بيتًا لا يزال مضيافًا؟» وحذّر من ثقافة «التخلّف» التي لا تأخذ جذور الإنسان في عين الاعتبار، هاربةً إلى الأنانيّة ومنطق «هكذا كانوا دائمًا يفعلون»، بحسب قوله. فمهمّتنا ليست الحفاظ على الرماد بل أن نوقد النار التي أشعلوها، كما فسّر.

وأضاف البابا أنّ غالبًا ما تُقاس الحياة بمعايير المال أو الوظيفة أو النجاح أو التقدير الذي نلقاه من الآخرين، لكن هذه ليست معايير مولّدة للحياة. فالسؤال، بحسب رأيه، هو: «هل أنا صانع للحياة؟ هل أدخل حبًّا جديدًا ومتجدّدًا في التاريخ لم يكن موجودًا من قبل؟ هل أعلن الإنجيل حيث أعيش وهل أخدم أحدًا ما بمجّانيّة، كما فعل من سبقوني؟» وأكّد الأب الأقدس أنّ «الربّ يسوع لا يريدنا فقط أن نكون منتقدين للنظام ولا يريدنا أن نكون منغلقين و"متخلّفين"، بل يريدنا أن نكون صنّاع تاريخ جديد وناسجي أمل وبناة مستقبل وصانعي سلام».

وطلب في الختام شفاعة القدّيسين يواكيم وحنّة ليساعدانا على بناء تاريخ يولّد الحياة ولا يُهَمَّش المسنّون فيه ولا يتكرّر فيه العنف والتهميش الذي عانى منه السكّان الأصليّون الكنديّون.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته