وتحتوي بلدة معلولا أيضًا على دير القديسَيْن سركيس وباخوس الذي بُنيَ في القرن الرابع الميلادي على أنقاض معبد وثني، وأُطلق عليه اسم القديس سركيس، أحد الفرسان السوريين الذين استشهدوا في سبيل الدفاع عن إيمانه. وقد صنّفت اليونسكو ديريّ القديسة تقلا ومار سركيس وباخوس من أهمّ الآثار المسيحيّة في العالم وأقدمها.
ومن أجمل الأمور التي تثير الإعجاب في معلولا هي هذا الامتزاج بين التاريخ والأسطورة والإيمان، حيث كان أهل معلولا من أوائل من اعتنق المسيحيّة وتحمّلوا العذاب والاضطهاد، وقدّموا الشهداء منذ زمن الاحتلال الروماني حتى فترة الاحتلال العثماني للبلاد من أجل إيمانهم.
أما أكثر ما يميّز بلدة معلولا، فهو ذلك الفجّ في الجبل الذي يُسمّى «فجّ مار تقلا»، وهو شقّ صخري أو ممرّ ضيق يمتدّ من الطرف الأوّل للجبل إلى نهاية طرفه الآخر. وتشير أسطورة قديمة إلى أنّ القديسة تقلا، وهي شابة سوريّة اعتنقت المسيحيّة في العام 67 الميلادي، هربت من بطش والدها، لكنّ الربّ يسوع أراد حمايتها من حكم الموت الذي صدر بحقّها، فشقّ لها طريقًا في الجبل.
ويحتوي هذا الفجّ على مياه يرتفع منسوبها وينخفض تبعًا لموسم الأمطار، ويُعتقد أنها مباركة، وما زال الناس حتى يومنا هذا يتوافدون إليه للصلاة وطلبًا للشفاء والمعجزات.
تزدحم بلدة معلولا بأديرتها وكنائسها وتعجّ بآلاف الزائرين في عيد الصليب الموافق 14 سبتمبر/أيلول من كل عام، وتذكار القديسة تقلا الموافق 24 سبتمبر/أيلول، وعيد القديسَيْن سركيس وباخوس في 27 أكتوبر/تشرين الأوّل إذ يتوافد الزوّار والسائحون من الشرق وأوروبا والعالم أجمع.
مراسلة في وكالة آسي مينا "وكالة الأنباء الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".
لي إيمان بأن الإعلام رسالة مقدّسة، لإيصال جوهر رسالة المسيح الى البشرية بحياة الكنيسة الكاثوليكية الجامعة. رسالة محبة وسلام في عالمنا العربي.