البابا لاوون: حماية الخلق إصغاء إلى صرخة الفقراء

روما, الأربعاء 9 يوليو، 2025

أعلن البابا لاوون الرابع عشر أنّ رسالتنا في حماية الخليقة وحمل السلام والمصالحة إليها شبيهة برسالة المسيح. فنحن، وفق الأب الأقدس، نصغي إلى صرخة الفقراء لأنّها تصل إلى قلب الله، فيكون بذلك سخطنا سخطه وعملنا عمله.

في حديقة السيّدة العذراء ضمن «قرية كُنْ مُسَبَّحًا»، الواقعة في بلدة كاستل غاندولفو الإيطاليّة، احتفل لاوون صباح اليوم بالذبيحة الإلهيّة مستخدمًا النموذج الجديد الخاصّ بالقدّاس اللاتينيّ «لأجل حفظ الخليقة» في حضور نحو 50 شخصًا من العاملين في القرية.

احتفال في كاتدرائيّة الطبيعة

في عظته، دعا الحبر الأعظم إلى عيش القدّاس باعتباره احتفالًا في كاتدرائيّة الطبيعة، بإحاطة من النباتات والعناصر المختلفة التي ترفع الشكران للربّ. وشكر العاملين في المكان على متابعتهم مهمّة الرسالة العامّة للبابا فرنسيس «كُنْ مُسَبَّحًا».

وأشار لاوون إلى ضرورة الصلاة لاهتداء كثيرين من الناس، داخل الكنيسة وخارجها، غير المعترفين بعد بإلحاح الاعتناء بالبيت المشترك. وأكّد أنّ كوارث طبيعيّة عدة في عالم اليوم سببها نمط حياة الإنسان.

رسالة شبيهة بالمسيح

توقّف الأب الأقدس أيضًا على إنجيل القدّاس الذي يروي قصّة يسوع المهدّئ للعاصفة. وقال إنّ قوّة المسيح لا تدمّر بل تخلق الحياة وتعطيها. وأشار إلى أنّ يسوع عاش قرب بحر الجليل وصلّى ودعا تلاميذه هناك، وأنّ أمثال الربّ تناولت العلاقة بالأرض والمياه والفصول الطبيعيّة وحياة المخلوقات.

وفسّر البابا أنّ صوت الربّ يُلزم الكنيسة العمل بروح نبويّة ومواجهة سلطة هذا العالم المدمّرة وتحويل الشر إلى خير والظلم إلى عدل والجشع إلى شركة.

ضرورة النظرة التأمّليّة

تابع الأب الأقدس أنّ الله خلق جميع الأشياء بمحبّة لامتناهية معطيًا إيّانا الحياة، لذلك دعا القديس فرنسيس الأسّيزي المخلوقات إخوة وأخوات. وزاد لاوون أنّ وحدها النظرة التأمّليّة قادرة على تغيير علاقتنا بالمخلوقات وجعلنا نخرج من الأزمة الإيكولوجيّة المتجذّرة في العلاقات المهترئة للإنسان بالله والقريب والأرض.

وأضاف البابا أنّ الإفخارستيّا تعطي عمل «قرية كُنْ مُسَبَّحًا» معنًى، وتدعمها. واقتبس من سلفه البابا فرنسيس قوله إنّ القدّاس الإلهيّ يرفع الخليقة بأكثر شكل فيجد هذا الأمر أروع تعبير عنه عندما يصير الخالق مأكلًا يتناوله المخلوق في القربان المقدّس.