البابا لاوون الرابع عشر: العدالة البيئيّة ضرورة ملحّة

البابا لاوون الرابع عشر يزور في شهر يونيو/حزيران الماضي منطقة سانتا ماريا دي غاليريا، حيث  يقع مركز بثّ بالموجات القصيرة تابع لراديو الفاتيكان البابا لاوون الرابع عشر يزور في شهر يونيو/حزيران الماضي منطقة سانتا ماريا دي غاليريا، حيث يقع مركز بثّ بالموجات القصيرة تابع لراديو الفاتيكان | مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

أكّد البابا لاوون الرابع عشر أنّه لا يمكن للعدالة البيئيّة أن تبقى هدفًا بعيدًا، بل هي ضرورة ملحّة. وشدّد على أنّ الموضوع ليس مجرّد اهتمام بالبيئة بل مسألة عدالة اجتماعيّة واقتصاديّة وأنثروبولوجيّة.

في رسالة بعنوان «بذور سلام ورجاء» بمناسبة اليوم العالمي العاشر للصلاة لأجل العناية بالخليقة، والذي يُحتفَل به في 1 سبتمبر/أيلول المقبل، شرح الأب الأقدس أنّ يسوع يستخدم صورة البذرة في أجزاء عدة من عظاته للدلالة على ملكوت الله. وتابع أنّ يسوع يطبّق الصورة على ذاته في ليلة آلامه، مشبّهًا نفسه بحبّة الحنطة التي تحتاج إلى الموت لإعطاء الثمار.

تنديد بالظلم

فسّر الحبر الأعظم أنّ البذرة تُسلّم نفسها كلّيًّا إلى الأرض فتنبع بقوّة من عطيّة ذاتها، وتنمو الحياة منها ولو في أماكن غير متوقّعة. ودعا إلى التفكير في الورود التي تنمو إلى جانب الطريق وتلوِّن الأسفلت. وأضاف أنّنا «بذور سلام ورجاء» في المسيح.

وأشار لاوون إلى قول النبي أشعيا إنّ روح الله قادر على تحويل الصحراء إلى بستان ومكان راحة (أشعيا 32: 15-18). ورأى أنّ النبيّ يبيّن ضرورة الإرادة والأعمال الملموسة، إلى جانب الصلاة، كي يظهر عناق الله للعالم.

وندّد الأب الأقدس بالظلم وعدم احترام القانون الدولي وحقوق الشعوب، ما يؤدّي إلى اختفاء الغابات، والتلوّث، وفقدان التنوع البيولوجي، وازدياد الظواهر الطبيعيّة المتطرفة الناجمة عن تغيّر المناخ بسبب النشاطات البشريّة.

القضيّة البيئيّة مرتبطة بعِلم اللاهوت

سلّط البابا الضوء على نقص الوعي بأنّ تدمير الطبيعة يضرب الجميع بأشكال مختلفة، فيصبح الأكثر فقرًا هو الأكثر عرضة للتبعات. وتوقّف على تعرّض الشعوب الأصليّة للتأثير الأكبر. ورأى أنّ هذه الجراحات الكثيرة سبّبتها الخطيئة؛ فالله لم يرغب أن يرتكب الإنسان هذه الأعمال عندما سلّمه كوكب الأرض، وفق البابا.

وأردف الأب الأقدس أنّ القضيّة البيئيّة ترتبط باللاهوت بالنسبة إلى المسيحيّين، إذ يمكن رؤية وجه يسوع المسيح في كلّ شيء. ومعاناة الفئات الأكثر هشاشة بسبب هذه القضيّة تجعل العناية بالخلق مسألة إيمانيّة وإنسانيّة.

كي تتكاثر بذور الرجاء

طلب الحبر الأعظم عيش دعوة حماية عمل الله. وذكّر بالمشروع الذي أطلقه البابا فرنسيس في المقرّ الصيفيّ للبابوات في كاستل غاندولفو، «قرية كُنْ مُسَبَّحًا»، والساعي إلى التربية على الإيكولوجيا المتكاملة وتطبيق مبادئ الرسالة العامّة «كُنْ مُسَبَّحًا». وتمنّى أن تواصِل هذه الرسالة إلهام الكنيسة كي تتكاثر بذور الرجاء.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته