«قرية كُنْ مسبّحًا»... نموذج إيكولوجيّ فاتيكانيّ في كاستل غاندولفو

روما, الاثنين 7 يوليو، 2025

وصل البابا لاوون الرابع عشر بعد ظهر أمس إلى القصر الرسولي الصيفيّ في بلدة كاستل غاندولفو الإيطاليّة الواقعة جنوبيّ روما. ومن المتوقّع أن يحتفل بقدّاسٍ إلهيّ صباح الأربعاء المقبل في «قرية كُنْ مُسَبَّحًا» مع العاملين فيها.

يستخدم الأب الأقدس للمرّة الأوّلى في الذبيحة الإلهيّة النموذج الخاصّ الجديد للقدّاس اللاتينيّ «لأجل حفظ الخليقة». ويتزامن إطلاق النموذج مع ذكرى مرور 35 عامًا على رسالة البابا يوحنّا بولس الثاني لأجل اليوم العالمي للسلام، «سلام مع الله الخالق وسلام مع جميع المخلوقات»، و10 سنوات على نشر البابا فرنسيس الرسالة العامّة «كُنْ مُسَبَّحًا»، عن الاعتناء بالبيت المشترك.

قصّة القرية

كان فرنسيس أطلق مشروع «قرية كُنْ مُسَبَّحًا» عام 2023 للسعي إلى التربية على الإيكولوجيا المتكاملة وتطبيق مبادئ رسالته العامّة. وأُسنِد الاهتمام بالقرية إلى مركز للتنشئة العليا المتكاملة للأشخاص، بخاصّة للشبيبة والمهمّشين، على الاقتصاد المستدام واحترام مبادئ رسالة فرنسيس العامّة بشكل علميّ وتربويّ واجتماعيّ.

وتقع القرية في حدائق المقرّ الصيفيّ للبابوات، قصر كاستل غاندولفو الحبري. ويُحرَص من خلالها على تحويل جمال حدائق فيلّا باربيريني والفيلّات الحبريّة إلى مكان مفتوح لذوي الإرادة الطيّبة.

قواعد القرية ونباتاتها

تعتمد «قرية كُنْ مُسَبَّحًا» 30 مبدأً في فلسفتها على التنشئة ومنها: إعادة توعية البشريّة بأهميّة الضيافة، والاعتناء بالجمال المضيء لمسيرة الإنسان، وفهم الطبيعة على أنّها ملاطفة الله لنا، وعيش الأخوّة والشركة مع المخلوقات، والمصالحة لبلسمة جراحات الأرض، والإصغاء إلى الآخرين، والوثوق بنور التغيير، واستعادة عطيّة الصمت.

ويضمّ النموذج الطبيعيّ 35 هكتارًا من الحدائق و20 هكتارًا من الأراضي الزراعيّة وإرثًا بيئيًّا وتاريخيًّا لا يقدَّر بثمن، فيه نحو 3000 نبتة وشجرة من 300 فصيلة مختلفة إضافة إلى آثار فيلّا الإمبراطور الرومانيّ دوميتزيانو. ومن الأشجار المزروعة في القرية: أرز لبنان والسرو والبلّوط والماغنوليا والشمشير والزيتون.

زيارات السيّاح

يستطيع السيّاح زيارة المكان بهدف عيش خبرة لا تتكرّر من الروحانيّة والجمال الطبيعي والعمل الاجتماعيّ. ويمكن التجوّل في الحدائق سيرًا أو بباص صغير غير مُلَوِّث للبيئة.

يُذكر أنّ البابا لاوون أكّد لرئيس دار الصحافة الفاتيكانيّة أمس امتنانه لوصوله إلى المقرّ الصيفيّ في كاستل غاندولفو وللفرص المتاحة له في الأيّام المقبلة لمقابلة الناس، ولقدرته على مواصلة نشاطاته في مكان بهذا الجمال.