لاوون الثالث عشر والرهبنة الأغسطينيّة... إلهامٌ لحبريّة البابا الحاليّ

البابوان لاوون الثالث عشر ولاوون الرابع عشر البابوان لاوون الثالث عشر ولاوون الرابع عشر | مصدر الصورة: Public Domain via Wikimedia commons وفاتيكان ميديا

في صباح السبت 10 مايو/أيّار 2025، أعلن الكاردينال روبرت فرنسيس بريفوست، بعد يومَين على انتخابه حبرًا أعظم، اتخاذه اسم لاوون الرابع عشر لحبريّته لأسبابٍ عدّة منها أنّ البابا لاوون الثالث عشر نشر رسالة عامة في سياق الثورة الصناعيّة بعنوان «الشؤون الحديثة»؛ أمرٌ جعل البابا الحاليّ راغبًا في متابعة هذه المسيرة أمام التحديات الناشئة من الذكاء الاصطناعيّ اليوم.

لكنّ سببًا آخر لاختيار بريفوست، الراهب الأغسطينيّ، هذا الاسم يعود إلى الرابط الخاصّ الذي جمع لاوون الثالث عشر بالرهبنة الأغسطينيّة، وفق ما علمت «آسي مينا» من مصدر مقرّب من البابا الحاليّ.

اضطهاد طويل للكنيسة

خدم لاوون الثالث عشر الكنيسة بصفته حبرًا أعظم في نهاية القرن التاسع عشر. وفي خلال حبريّته، أعطى الأغسطينيّين أهمّية خاصّة، فساعدهم على النهوض من جديد بعد 200 سنة من الاضطهاد والتراجع العددي في القارة الأوروبيّة.

وكان تمركُز السلطة بين يدَي الأباطرة النمسويّين والحكّام الإسبان والفرنسيّين تسبّب في إضعاف الكنيسة وانعكس سلبًا على المكرّسين في روحانيّة القدّيس أغسطينوس. بعدها، أتى نابليون بونابرت مطلقًا سلسلة قرارات سياسيّة أضعفت شعب الله في أوروبا. ومع حرب وحدة الأراضي الإيطاليّة في القرن التاسع عشر تشتّت رهبانيّات عدة منها الأغسطينيّة.

ولادة جديد للرهبنة

كان لاوون الثالث عشر صديقًا كبيرًا للأغسطينيّين. فمنذ صغره، حجّ مع والدته مرّات عدّة إلى مزار «أمّ المشورة الصالحة» في جينزانو، بلدة قريبة من روما، حيث يخدم هؤلاء الرهبان. وفي قرية كاربينيتو رومانو حيث مسقط رأسه، رعيّة للأغسطينيّين، جعلته يتأثر بهم.

لذا، بعدما أصبح بابا، سعى لاوون إلى إعادة إطلاقهم في الكنيسة. فعيّن مسؤولًا جديدًا عنهم، واستقدم إلى روما الأب باشيفيكو نينو، الإيطالي المقيم في الولايات المتحدة الأميركيّة والمتابع أوضاع اللاجئين الإيطاليّين هناك، لإعادة إصلاح الرهبنة وأديار التنشئة فيها. وعمل لاوون كثيرًا في سبيل نمو الثقافة والروحانيّة عند الأغسطينيّين، مشكّلًا بذلك ولادة جديدة للرهبنة.

حُبّ لاوون للعلم والثقافة

يُذكَر أنّ لاوون الثالث عشر لم يساعد الأغسطينيّين فحسب، بل كان بابا الانفتاح على العالم المعاصر ومشكلاته. فمن خلال «الشؤون الحديثة» رسم إطارًا فكريًّا مسيحيًّا يجيب عن المسائل الاجتماعيّة المتعدّدة، مطلِقًا التعليم الاجتماعي المعاصر للكنيسة.

وبسبب حبّه للعلوم والبحث والتاريخ، عَزَّز الثقافة وفَتَح أرشيف الفاتيكان ومكتبته للباحثين. وأنشأ أيضًا المرصد الفضائيّ الفاتيكانيّ ولجنة كرادلة للدراسات التاريخيّة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته