مراد في ذكرى اختطاف دالوليو: سوريّ الانتماء ورمز مرسَل إلى الشرق

قدّاس إلهيّ في النبك-سوريا في الذكرى الثانية عشرة لاختفاء الأب باولو دالوليو قدّاس إلهيّ في النبك-سوريا في الذكرى الثانية عشرة لاختفاء الأب باولو دالوليو | مصدر الصورة: منظّمة عمل الشرق

أحيا دير مار موسى الحبشي في النبك-ريف دمشق أمس الذكرى الثانية عشرة لاختطاف الأب اليسوعي باولو دالوليو، مؤسس جماعة الخليل الرهبانية، في قداس إلهي ترأسه مطران حمص وحماة والنبك للسريان الكاثوليك يوليان يعقوب مراد.

في عظته، استعاد مراد مسيرة الأب دالوليو الذي خُطف في محافظة الرقة يوم 29 يوليو/تموز 2013 ولا يزال مصيره مجهولاً. وقال: «نصلّي ليظهر الحق ونعرف الحقيقة عن مصير أبينا باولو، هذا السوري بالانتماء والرمز المرسل إلى الشرق حاملًا رسالة الكنيسة في حبّ المسيح للمسلمين والمسيحيين في الشرق». 

وشدّد مراد على أنّ دالوليو جاء إلى سوريا مدفوعًا بنداء إلهي، فارتبط بأرضها وتاريخها الروحي العريق، وأعاد الحياة إلى دير مار موسى الحبشي التاريخي المهجور منذ آواخر القرن السابع عشر، وكان قبلها عامرًا بالحياة الرهبانية منذ القرن السادس على الأقل.

وذكر أنّ الأب المختطف كرّس حياته ليكون جسرًا للحوار بين المسلمين والمسيحيين، مذكّرًا بقدرته على بناء علاقات عميقة وجدّية مع الجميع بلا تمييز.

وتحدّث مراد عن موقف دالوليو في الأيام الأخيرة قبل اختطافه، موضحًا أنّ رغم المخاطر الجسيمة توجه إلى الرقة بعد طرده من البلاد، ليتضامن مع الثوار ويثبّتهم في التزامهم بمبادئ الثورة وأبرزها الحرية المسؤولة التي تبدأ باعتبار حريات الآخرين. وأردف: «هو يحضّنا اليوم على الوعي بأن الله لا يرضى علينا طالما أنّنا نسلك درب العنف وقتل الأبرياء والانتقام وتغييب لغة العقل واعتبار أنّ دماء السوريين بكلّ انتماءاتهم وطوائفهم رخيصة». واعتبر مراد أنّ ما تعيشه سوريا اليوم من عنف وانقسامات هو «الكفر في عينه».

ودعا  إلى التضامن الوطني بين جميع السوريين: «نشترك معًا في مصير واحد، إذ لا شيء يُنقذنا من هذه المرحلة إلا وعينا وتضامننا في موقف واضح وملتزم ضد كل من يقتل وينتقم ويشهر السلاح في وجه أي مواطن سوري، متعهّدين للأب باولو بأن نكون أوفياء في حبنا لوطننا».

حضر الذبيحة الإلهية السفير البابوي في سوريا الكاردينال ماريو زيناري، ورئيس أساقفة دمشق للسريان الكاثوليك المطران يوحنا جهاد بطاح، ولفيف من الكهنة والرهبان والراهبات وحشد من مختلف المكونات السورية.

يُذكر أنّ مدينة حمص تحيي بدورها ذكرى اختطاف دالوليو مساء اليوم من خلال ندوة حول شخصيته وفكره في مطرانية السريان الكاثوليك-حي الحميدية، وغدًا عبر قداس إلهي في دير الآباء اليسوعيين في المدينة-بستان الديوان.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته