«أنا ابن لأغسطينوس»... رئيس أرشيف الفاتيكان يتعمّق في كلمات البابا لاوون الرابع عشر

البابا لاوون الرابع عشر يلقي كلمة يوم انتخابه حبرًا أعظم في 8 مايو/أيّار البابا لاوون الرابع عشر يلقي كلمة يوم انتخابه حبرًا أعظم في 8 مايو/أيّار | مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا

عندما خرج البابا لاوون الرابع عشر يوم انتخابه حبرًا أعظم في 8 مايو/أيّار الماضي إلى شرفة بازيليك القديس بطرس الفاتيكانيّة ليحيّي 150 ألف شخص احتشدوا للقائه، ألقى كلمة قال فيها: «أنا ابن للقدّيس أغسطينوس، أغسطينيّ، الذي قال: "معكم أنا مسيحيّ، ولأجلكم أنا أسقف"».

دخل الأب الأقدس الابتداء في الرهبانيّة الأغسطينيّة عام 1977 وعاش فيها مرسلًا وكاهنًا. وغدا رئيسها العام دورتَيْن بين عامَي 2001 و2013. لذا، لا عجب بأن يستشهد بالأب الروحيّ لرهبانيّته. ولكن ما معاني هذا القول الشهير للقدّيس اللاتينيّ عن ذاته؟

الأسقفيّة في أغسطينوس

شرح الأب الأغسطينيّ روكّو رونزاني رئيس أرشيف الفاتيكان، عبر «آسي مينا»، أنّ أغسطينوس، مطران هيبون، رأى الأسقفيّة بصفتها خدمة؛ فبالنسبة إلى القدّيس نحن جميعنا مسيحيّون لأنّنا نملك الكرامة عينها بالعماد. وبالتالي دور الأسقف ليس أكثر ارتفاعًا في الكرامة من دور المؤمنين، بل هو في خدمة الشعب المسيحيّ.

وبذلك يختلف الأسقف عن المؤمنين لا في الشرف والامتيازات بل في التزامه الخدمة. ويعيش الأسقف تكرّسه في العماد عبر التعليم وقيادة الجماعة وتقديسها. وفي ذلك العصر، كان يرتبط عمل الأسقف بشكلٍ كبير بأسرار التنشئة المسيحيّة، إذ كان هو المعنيّ بتقدمة أسرار العماد والتثبيت والقربان المقدّس، وفق رونزاني.

«بعد كلام روما»

شرح رونزاني أنّ أغسطينوس كان يعي أهمّية دور المطران، ولكن أيضًا قيمة الشركة بين جميع الأساقفة وبخاصّة مع أسقف روما (البابا اليوم). وأشار إلى أنّ في القرن الخامس، زمن قدّيس هيبون، كانت سلطة أسقف روما الفريدة قد فُسِّرت.

وتابع رونزاني أنّ في أغسطينوس دورًا أساسيًّا لهذا الأسقف. ففي خضمّ خصومته للدوناتيّين والبلاجيوسيّين، قال أسقف هيبون، جملة اشتهرت لاحقًا: «بعد كلام روما تنتهي القضيّة». ومعنى ذلك أنّ حكم روما نهائيّ ولا حاجة إلى الجدالات بعده.

خادم الوحدة

شدّد رونزاني على أنّ أسقف روما بالنسبة إلى أغسطينوس ليس خارج الشركة مع بقيّة الأساقفة، بل له دور خدمة الوحدة في الكنيسة الجامعة. وأشار إلى أنّ سلطة أسقف روما توسّعت في العصور التالية لأغسطينوس، بخاصّة بعد ارتباطها بالحكم الزمنيّ.

يُذكَر أنّ البابا لاوون الرابع عشر استشهد في الأسبوعَيْن الأوّلَيْن من حبريّته مرّات أخرى بأغسطينوس. واقتبس من قدّيسين آخرين أبرزهم: إغناطيوس الإنطاكي، وغريغوريوس الكبير، وأفرام السريانيّ، وإسحق النينوي، وسمعان اللاهوتيّ الجديد.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته