في قدّاسه الأوّل... البابا لاوون الرابع عشر يحدّد ملامح خدمته الروحيّة

البابا لاوون الرابع عشر يترأّس قدّاسه الحبريّ الأوّل في كنيسة سيستين-الفاتيكان البابا لاوون الرابع عشر يترأّس قدّاسه الحبريّ الأوّل في كنيسة سيستين-الفاتيكان | مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

ترأّس البابا لاوون الرابع عشر أول قدّاس حبري له في كنيسة سيستين، محاطًا بالكرادلة الذين انتخبوه. وأعلن في عظته توجّهًا روحيًّا يرسم ملامح خدمته للكنيسة الجامعة. وأشار إلى التزام لا غنى عنه لكلّ شخص في الكنيسة يمارس خدمة السلطة: «أن يختفي ليبقى المسيح، أن يتصاغر ليُعرَف المسيح ويُمجَّد، وأن يُفني ذاته لكي لا يُحرم أحد فرصة معرفته ومحبته».

ألقى البابا، في مطلع عظته، تأملًا مركزيًّا في معنى الإيمان الذي يعلنه بطرس في إنجيل متى: «أنت هو المسيح، ابن الله الحي». بهذه العبارة، وفق ما شرح الأب الأقدس، عبّر بطرس عن جوهر ما تحفظه الكنيسة وتنقله منذ ألفي سنة عبر التقليد الرسولي.

وفي سياق التأمل برسالته، أشار إلى أنّ الله دعاه، عبر التصويت الكرادلي، ليخلف بطرس، مؤتمَنًا على هذا الكنز. ثم شبّه الكنيسة بمدينة على جبل وفلك نجاة ومنارة تنير ظلمات العالم، ليس بعظمة مبانيها أو بهياكلها، بل بقداسة أعضائها.

البابا لاوون الرابع عشر يترأّس قدّاسه الحبريّ الأوّل في كنيسة سيستين-الفاتيكان. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا
البابا لاوون الرابع عشر يترأّس قدّاسه الحبريّ الأوّل في كنيسة سيستين-الفاتيكان. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

وذكر لاوون الرابع عشر أنّ قبل إعلان الإيمان، كان السؤال المحوري: «من يقول الناس إن ابن الإنسان هو؟» (متى 16، 13). وهو سؤال لا يزال حاضرًا في زمننا، يكشف مواقف متعددة تجاه المسيح: أولًا، ثمّة جواب العالم. وفي هذا الإطار، يظهر يسوع بصفته شخصية ثانوية، تُثير الإعجاب أو الفضول، لكنّها تُرفض حين تصطدم بنداءات الأخلاق والحق. ثانيًا، ثمّة جواب الناس البسطاء: يرون فيه رجلًا شجاعًا وصادقًا، يتكلّم كأنبياء إسرائيل، لكنهم، في لحظة الخطر، يبتعدون عنه.

هذه المواقف، وفق الحبر الأعظم، لا تزال حاضرة اليوم، في مجتمعات تعتبر الإيمان المسيحي سخيفًا وللضعفاء وغير الأذكياء. وتقدّم بدائل مثل التكنولوجيا والمال والسلطة والمتعة.

ورأى البابا الجديد أنّ هذه هي الأماكن التي يلحّ فيها حضور الرسالة، لأنّ غياب الإيمان كثيرًا ما يرافقه فقدان المعنى ونسيان الرحمة وامتهان كرامة الإنسان وأزمة الأسرة، وسواها من الجراح التي تُنهك مجتمعنا.

وأشار إلى أنّ أحيانًا يُختزل يسوع في صورة زعيم أو سوبرمان، ما يؤدي إلى نوع من الإلحاد العملي. وأضاف: «هذا هو العالم الذي أُوكل إلينا؛ العالم الذي دعانا البابا فرنسيس مرارًا لأن نشهد فيه بفرح ليسوع المخلّص. لذا، نحن أيضًا مدعوون إلى تكرار: أنت هو المسيح، ابن الله الحي».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته