هل ترسم كلمات البابا لاوون الرابع عشر ملامح كنيسة جديدة؟

البابا لاوون الرابع عشر البابا لاوون الرابع عشر | مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

أطَلَّ البابا لاوون الرابع عشر للمرة الأولى مساء الخميس من شرفة بازيليك القديس بطرس، ليمنح بركته الرسولية «أوربي إت أوربي» وسط ساحة امتلأت بالأنظار والانتظار.

في ظهور رمزيّ طال انتظاره، دخل الحبر الأعظم الجديد مشهد التاريخ من أوسع أبوابه، فاتحًا فصلًا جديدًا في مسيرة الكنيسة الكاثوليكيّة. فما الذي حملته كلماته الأولى إلى المدينة والعالم؟

استهلّ البابا لاوون الرابع عشر خطابه بثلاث كلمات: السلام عليكم جميعًا. وتابع: «هذا هو أول سلام يقدّمه لنا المسيح القائم من بين الأموات، الراعي الصالح الذي بذل حياته من أجل قطيع الله. وأرغب أنا أيضًا أن يدخل هذا السلام قلوبكم، ويصل إلى عائلاتكم، إلى جميع الأشخاص، أينما كانوا، إلى جميع الشعوب، وإلى الأرض بأسرها. السلام عليكم».

وشرح البابا معنى هذا السلام، مضيفًا: «هذا هو سلام المسيح القائم من الموت، سلام أعزل وسلام يجرّد من السلاح، متواضع ومثابر. إنه يأتي من الله الذي يحبّنا جميعًا بلا قيد أو شرط».

وأشار إلى إرث سلفه: «لا تزال آذاننا تحفظ ذلك الصوت الضعيف ولكن الشجاع دومًا للبابا فرنسيس وهو يبارك روما».

البابا لاوون الرابع عشر. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا
البابا لاوون الرابع عشر. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا

وواصل حديثه برسالة رجاء قوية: «البابا الذي كان يبارك روما، كان يبارك العالم كلّه، صباح يوم القيامة. اسمحوا لي بأن أتابع تلك البركة نفسها: الله يحبّنا، الله يحبّكم جميعًا، والشرّ لن ينتصر! نحن جميعًا في يدَي الله. لذا، ومن دون خوف، يدًا بيد مع الله ومع بعضنا بعضًا، لنمضِ قُدمًا. نحن تلاميذ المسيح. المسيح يسير أمامنا. العالم بحاجة إلى نوره. البشرية تحتاج إليه كجسر يصلها بالله ومحبّته».

ودعا إلى بناء الجسور قائلًا: «ساعدونا، وساعدوا بعضكم بعضًا أيضًا في بناء الجسور، من خلال الحوار، ومن خلال اللقاء، لنتّحد جميعًا كي نكون شعبًا واحدًا يسير دومًا في سلام. شكرًا للبابا فرنسيس».

ثم شكر الكرادلة الذين اختاروه ليكون خلفًا لبطرس وليسير معهم في كنيسة واحدة تسعى دائمًا إلى السلام والعدالة وتعمل برجالها ونسائها أمناء للمسيح يسوع، بلا خوف، لإعلان الإنجيل.

وذكر هويته الروحية: «أنا ابن للقديس أغسطينوس، أغسطيني، الذي قال: معكم أنا مسيحي، ولأجلكم أنا أسقف. بهذا المعنى، يمكننا جميعًا أن نسير معًا نحو الوطن الذي أعدّه الله لنا».

وخصّ كنيسة روما بتحية، وسط تصفيق الحاضرين: «تحية خاصة إلى كنيسة روما! علينا أن نبحث معًا كيف نكون كنيسة مرسلة، كنيسة تبني الجسور والحوار، ومنفتحة دائمًا على الاستقبال كما هي هذه الساحة بذراعيها المفتوحتين. لكل من يحتاج إلى محبتنا، إلى حضورنا، إلى الحوار، وإلى محبة حقيقية».

وتوجّه بكلمة مؤثرة إلى أبرشيته السابقة: «تحية لكل من يسمعني وبخاصة إلى أبرشيتي العزيزة شيكلايو في البيرو، حيث رافق شعب مؤمن أسقفه، وشارك إيمانه، وقدّم الكثير ليبقى كنيسة أمينة للمسيح يسوع».

وتوقّف البابا الجديد على رؤية للكنيسة المستقبلية: «لكم جميعًا، أيها الإخوة والأخوات في روما، وفي إيطاليا، وفي مختلف أنحاء العالم، نريد أن نكون كنيسة سينودسية، كنيسة تسير، كنيسة تبحث دومًا عن السلام، وعن المحبة، وتسعى دائمًا إلى القرب، لا سيّما من الذين يتألّمون».

وختم بالحديث عن تزامن هذا اليوم مع تذكار الابتهال للعذراء سيدة بومبي، فاستحضر وجود مريم الدائم في مسيرة الكنيسة: «فلنصلِّ معًا. أودّ أن أصلّي معكم لأجل هذه الرسالة الجديدة، ولأجل الكنيسة بأسرها، ولأجل السلام في العالم، ولنطلب هذه النعمة الخاصة من مريم أمّنا».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته