رحلة أمل ونجاح... سوريّة مسيحيّة تتحدّى قسوة اللجوء

عائلة ميشلين متّى عائلة ميشلين متّى | مصدر الصورة: ميشلين متّى

غداة اليوم العالمي للاجئين الذين اضطروا إلى ترك ديارهم هربًا من النزاعات والاضطهاد، تبرز حكاية ميشلين متى؛ سيدة سورية مسيحية حولت الألم إلى أمل، والتحديات إلى إنجازات في رحلة طويلة وشاقة.

تنحدر متّى من مدينة حمص، وتحديدًا وادي النصارى، وقد تمكنت وسط أجواء الحرب من إتمام دراستها في كلّية التربية الموسيقية. وقررت الزواج بشاب حلبي، ما جعل اللقاءات في فترة الخطوبة محفوفة بالصعوبات بسبب الطرق غير الآمنة بين المدينتين.

رحلة محفوفة بالصعوبات

مع تفاقم التوتر الأمني، سافر زوجها إلى السويد طلبًا للجوء، بخاصة بعد اطّراد المخاوف من استدعائه مجددًا إلى الخدمة العسكرية. كانت ابنتهما لا تزال في أسابيعها الأولى، ولم يكن يتوقع الزوج أن تستغرق رحلته شهرين ونصف الشهر من المعاناة للوصول إلى وجهته. أما ميشلين، فتأخر لحاقها به عامين ونصف العام، نتيجة العقبات التي واجهتها، بدءًا بإغلاق الحدود الأردنية في وجه السوريين، وصولًا إلى رفض السفارة التركية منحها تأشيرة الدخول، ما اضطرها إلى بلوغ السودان لمتابعة إجراءات لمّ الشمل.

ميشلين متّى مع الكاردينال السويديّ أندرس أربوريليوس. مصدر الصورة: ميشلين متّى
ميشلين متّى مع الكاردينال السويديّ أندرس أربوريليوس. مصدر الصورة: ميشلين متّى

تقول متّى عبر «آسي مينا»: «في تلك الفترة كنت أحترق من الداخل، لأنني أعيش في المجهول. يجب أن أسافر، لكن في الوقت نفسه أتمسّك بالبقاء مع أهلي، في ذلك الجو من المحبة والعطف».

ومع وصولها إلى السويد، واجهت تحديًا جديدًا ألا وهو الاندماج في المجتمع السويدي أو حتى التأقلم مع فئة كبيرة من مجتمع المهجر السوري، بسبب طغيان مبدأ المصلحة في العلاقات وفقدان القيم، وفق تعبيرها. ولم تخلُ تجربتها من بعض الصدمات، إذ رُفضت من إحدى الجامعات السويدية عندما رغبت في متابعة دراستها في الموسيقى. رغم ذلك، لم تستسلم. وزّعت وقتها بين العمل والدراسة، وحصلت على دبلوم تأهيل تربوي أهّلها لتعليم الموسيقى في المدارس.

ميشلين متّى في الكنيسة مع جوقة الأطفال. مصدر الصورة: ميشلين متّى
ميشلين متّى في الكنيسة مع جوقة الأطفال. مصدر الصورة: ميشلين متّى

ملاذ روحيّ ومكان للخدمة

على الصعيد الروحي، وجدت متّى في كنيسة رعية «فيستيروس» للسريان الكاثوليك ملاذًا وعائلة جديدة. فهي تساعد اليوم في إدارة الجوقة، وتشرف على التعليم المسيحي. وعلى الرغم من وجود اختلافات مذهبية بين رواد الكنيسة، استطاعت تجاوزها بفضل نشأتها في كنيسة القيامة في حمص، التابعة لجميع الطوائف المسيحية. وقد تأثرت أيضًا بالأب اليسوعي فرانس فاندرلخت، ما جعلها تنظر إلى الطوائف الأخرى بأنها تنوّع غنيّ لا حواجز.

وتختم متّى: «الكنيسة هي المكان الوحيد الذي يشعرني بأنّني ما زلت حية وقادرة على الاستمرار. هدفي الأسمى الحفاظ على الرابط بين الشبيبة المسيحية والكنيسة».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته