«من أرض الإيمان والرجاء، سوريا، أتينا إلى روما بصفتنا شبيبة سوريّة مسيحيّة لا لنقل مآسينا فحسب، بل لنكون رسل رجاء. ورغبتنا العميقة أن نشجّعكم على فتح قلوبكم للمسيح الذي لا يتخلّى أبدًا عنكم في أحلك اللحظات».
بهذه الكلمات اختصرت الشابتان السوريتان، أولغا المعطي وكريستين سعد، شهادة حياة قدمتاها نيابةً عن الشبيبة المريميّة المنصوريّة-دمشق ضمن يوبيل الشبيبة، في سهرة لأجل الدعوات نظّمتها عائلة الرهبانيّات ذات الروحانيّة المنصوريّة في دير الرئاسة الإقليميّة لراهبات بنات المحبّة-روما.
سهرة لأجل الدعوات في مركز الرئاسة الإقليميّة لراهبات بنات المحبّة-روما. مصدر الصورة: إلياس الترك/آسي مينا
معنى الحياة الحقّة
أكّدت أولغا أنّ هدف شهادة حياة الشباب السوريين تأكيد أنّ يد الله معهم دائمًا وأنّهم اكتشفوا معنى الحياة الحقّة في مواجهتهم للموت. وذكرت أنّ لسوريا أهمّية كبرى في المسيحيّة، خصوصًا بسبب اهتداء القديس بولس فيها.
سهرة لأجل الدعوات في مركز الرئاسة الإقليميّة لراهبات بنات المحبّة-روما. مصدر الصورة: إلياس الترك/آسي مينا
وشرحت أولغا أنّ هؤلاء الشباب كانوا مراهقين وصغارًا يوم بدأت الحرب السوريّة، فتحوّل الخوف إلى رفيقهم اليوميّ. وبينما غادر كثيرون بحثًا عن حياة مختلفة، بقي آخرون لحياة أصعب.
سهرة لأجل الدعوات في مركز الرئاسة الإقليميّة لراهبات بنات المحبّة-روما. مصدر الصورة: إلياس الترك/آسي مينا
صرخة صادقة إلى الله
أشارت أولغا إلى أنّ رجاءهم اختُبِرَ مرّات عدّة بسبب الحرب وجائحة كورونا والزلازل والانهيار الاقتصادي وتغيير النظام. وقالت إنّهم لا يزالون على قيد الحياة لأنّ الإرهابي الذي هاجم كنيسة الروم الأرثوذكس في حي الدويلعة-دمشق الشهر الفائت لم يختر مهاجمة كنيستهم.
سهرة لأجل الدعوات في مركز الرئاسة الإقليميّة لراهبات بنات المحبّة-روما. مصدر الصورة: إلياس الترك/آسي مينا
واعتبرت أنّ خبرات مماثلة قد تُبعد الإنسان عن الله، إذ يسأل ذاته عن سبب التخلّي عنه، أو تقرّبه منه فيثق بإرادته.
سهرة لأجل الدعوات في مركز الرئاسة الإقليميّة لراهبات بنات المحبّة-روما. مصدر الصورة: إلياس الترك/آسي مينا
أمام مذبح الربّ
أمّا كريستين، فأكّدت أنّ الشباب واجهوا لحظات كثيرة من الخوف والإحباط. وعلى الرغم من ذلك لم يسمحوا لليأس بالتغلّب عليهم. وفسّرت أنّ روحانيّة القديس منصور دي بول علّمتهم أنّ قوّة الله تكمن في كلّ واحد منهم، فتسمح لهم بأن يكونوا نورًا في ظلمة حياة شخص آخر.
سهرة لأجل الدعوات في مركز الرئاسة الإقليميّة لراهبات بنات المحبّة-روما. مصدر الصورة: إلياس الترك/آسي مينا
واعتبرت أنّ رسالة مريم العذراء لا تزال حيّة في قلوبهم، وتدفعهم إلى السير مع ابنها يسوع. ورأتّ أنّ مريم تدعونا إلى الانحناء أمام مذبح الربّ، حيث تفيض نعمه، في كلّ لحظة من لحظات الضعف.
سهرة لأجل الدعوات في مركز الرئاسة الإقليميّة لراهبات بنات المحبّة-روما. مصدر الصورة: إلياس الترك/آسي مينا
المحبّة أقوى من الموت
تحدّثت كريستين عن مساعدة الشبيبة كثيرين من المحتاجين. فغزّى صمود هؤلاء الأشخاص وآلامهم المعنى الحقيقي للرجاء المسيحي، الكامن في الإيمان بالمسيح المصلوب والقائم. وصلّت في الختام لأجل السلام في البلدان التي تعاني أهوال الحرب، معلنةً أنّ المحبّة أقوى من الموت.
سهرة لأجل الدعوات في مركز الرئاسة الإقليميّة لراهبات بنات المحبّة-روما. مصدر الصورة: إلياس الترك/آسي مينا
وقابل الشبّان والشابات الحاضرون شهادة الفتاتَين بتأثّر وتصفيق حار.
سهرة لأجل الدعوات في مركز الرئاسة الإقليميّة لراهبات بنات المحبّة-روما. مصدر الصورة: إلياس الترك/آسي مينا
ضمن مشاركتهم في يوبيل الشبيبة الممتدّ حتّى الأحد المقبل، احتشد مئات الشبّان والشابات اللبنانيّين في بازيليك القدّيسِين الرسل الاثني عشر-روما، ساجدين للقربان المقدّس ومصلّين لأجل السلام في بلدهم.
في إطار يوبيل الشبيبة، يحجّ إلى المدينة الخالدة عراقيّون يشهدون لإيمانهم بالمسيح. فقد وصل إلى روما هذا الأسبوع 500 ألف شاب وشابة من أنحاء العالم للمشاركة في أيّام مليئة بالنشاطات.