الكنيسة الكاثوليكيّة تدعو إلى مساندة اللاجئين والمهاجرين مثل السامري الصالح

لاجئون ومهاجرون يصلون إلى جزيرة ليسبوس اليونانيّة في مارس/آذار 2020 لاجئون ومهاجرون يصلون إلى جزيرة ليسبوس اليونانيّة في مارس/آذار 2020 | Provided by: Ververidis Vasilis/Shutterstock.com/ACI Prensa

في 4 ديسمبر/كانون الأوّل 2000، طالبت المفوضيّة السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بموجب القرار 55/76 بالاحتفال باليوم العالمي للاجئين، اعتبارًا من 20 يونيو/حزيران 2001، ووافقت الجمعيّة العامة على مطلبها في 12 فبراير/شباط 2001.

بالنسبة إلى الأمم المتحدة، حُدِّدَت أيّام عالميّة لتوعية الناس حول قضايا شائكة متعلّقة بحقوق الإنسان ولفت انتباه وسائل الإعلام والحكومة بهدف تشجيع وضع سياسات عامة محدّدة.

في هذه الحالة، يمثّل التاريخ ثمرة خمسين عامًا من العمل الذي قامت به المفوضيّة السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين «لصالح العائدين والأشخاص عديمي الجنسيّة والمشرّدين داخليًّا»، ولتحقيق أهداف الأمم المتحدة من أجل تعزيز «السلام وحقوق الإنسان والتنمية».

أُنشئت المفوضيّة السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في العام 1950 «لمساعدة ملايين الأوروبيين الذين فرّوا من ديارهم أو فقدوا منازلهم» في الحرب العالميّة الثانية. في 28 يوليو/تمّوز 1851، أبرمت الأمم المتحدة في جنيف الاتفاقيّة المتعلّقة بوضع اللاجئين، والتي تشير إلى «المفاهيم الأساسيّة للحماية الدوليّة للاجئين».

في الوقت الحالي، تلتزم 142 دولة بهذه الاتفاقيّة التي تحدّد ماهيّة اللاجئ وتسلّط الضوء على الحاجة إلى التعاون الدولي لحلّ المسائل المتعلّقة بشؤونه. كما تحدّد عددًا من حقوق اللاجئين والتزاماتهم مع الدولة المضيفة، والتي تزداد بناءً على الوقت الذي يعيشون فيه بتلك الأماكن.

مبدأها الأساسي يكمن في «عدم وجوب إعادة اللاجئ إلى بلد يواجه فيه تهديدات خطرة تطال حياته أو حرّيته».

في 4 أكتوبر/تشرين الأوّل 1967، وُقِّعَ بروتوكول خاصّ بوضع اللاجئين لإزالة «تحديد الزمان والمكان» المنصوص عليه في اتفاقيّة 1951، والذي يسمح للاجئين الأوروبيين فقط بطلب اللجوء.

وفقًا للأمم المتحدة، يمكن حاليًّا «للمدنيين الذين أُجبروا على الفرار من بلادهم بسبب النزاعات المستمرة» وأولئك الذين يثبتون أنهم يتعرّضون للاضطهاد أن يطلبوا اللجوء.

الكنيسة الكاثوليكيّة تدعم اللاجئين والمهاجرين

تناولت الكنيسة الكاثوليكيّة مشكلة اللاجئين والمهاجرين والنازحين، ودعت المؤمنين إلى الترحيب بهم في مناسبات عدّة.

في العام 2013، أشار المجلس الباباوي لرعويّة المهاجرين والمتجوّلين إلى أن «الهجرة تغيّرت»، وأنها «تتّجه إلى الازدياد في العقود المقبلة». كما أكد أن التزام الكنيسة الكاثوليكيّة تجاه المهاجرين واللاجئين يُعزى إلى محبّة يسوع ورحمته.

بهذا المعنى، استشهد المجلس الباباوي لرعويّة المهاجرين والمتجوّلين بالباباوَيْن الأخيرَيْن في تاريخ الكنيسة ليوضح أن تلبية الاحتياجات الروحيّة والرعويّة للمهاجرين تساهم في تعزيز كرامتهم الإنسانيّة وإعلان إنجيل المحبّة والسلام.

في الرسالة العامة الأولى للبابا بنديكتوس السادس عشر بعنوان «الله محبّة»، الصادرة في 25 ديسمبر/كانون الأوّل 2005، أكد البابا الراحل أن المحبّة تتجاوز أيّ نوع من الحدود أو التمييز: «الكنيسة هي عائلة الله في العالم. في هذه الأسرة، ينبغي أن لا يعاني أحد من نقص ما هو ضروري. لكن في الوقت نفسه، تتجاوز "وليمة المحبّة" حدود الكنيسة؛ ولا يزال مثل السامري الصالح معيار السلوك ويظهر شموليّة المحبّة الموجّهة إلى المحتاجين الذين نجدهم "بالصدفة"، أيًّا كانوا».

كذلك، ربط البابا فرنسيس هذه المسألة بالقيامة والموقف الشخصي، حاضًّا على السماح لقوّة محبّة المسيح بتحويل حياتنا كي تصبح أدوات رحمة يستخدمها الله «ليزهر العدل والسلام».

ويعني ذلك «تغيير الكراهية إلى المحبّة، والانتقام إلى المغفرة، والحرب إلى السلام. نعم، المسيح هو سلامنا، ودعونا من خلاله نلتمس السلام للعالم بأسره [...]، ووضع حدّ نهائي للعنف، وقبل كل شيء، من أجل السكان [...] المتضرّرين من النزاع والكثير من اللاجئين الذين ينتظرون المساعدة والعزاء»، وفق ما قال البابا فرنسيس في رسالته «إلى مدينة روما والعالم» الصادرة بتاريخ 31 مارس/آذار 2013.

في يوليو/تمّوز 2013، زار البابا فرنسيس جزيرة لامبيدوزا الإيطاليّة حيث التقى خمسين مهاجرًا عبروا البحار وخاطروا بحياتهم للوصول إلى أوروبا.

في رسالته الصادرة هذا العام بمناسبة اليوم العالمي للمهاجرين واللاجئين الذي تحتفل به الكنيسة الكاثوليكيّة الأحد 24 سبتمبر/أيلول، قال البابا فرنسيس: «كي تكون الهجرة قرارًا حرًّا حقًّا، لا بدّ من السعي إلى ضمان مشاركة عادلة للجميع في الخير العام، واحترام الحقوق الأساسيّة، وبلوغ التنمية البشريّة المتكاملة».

المزيد

وأردف: «بهذه الطريقة، يمكن أن نوفّر لكل فرد إمكانيّة العيش بكرامة وتحقيق الذات على الصعيدين الشخصي والعائلي».

وتابع: «بينما نعمل حتى تكون الهجرة ثمرة قرار حرّ، إننا مدعوّون إلى احترام كرامة كل مهاجر؛ وهذا يعني مرافقة تدفقات أفواج المهاجرين وإدارتها بأفضل طريقة ممكنة، وبناء جسور لا جدران، وتوسيع قنوات الهجرة الآمنة والمنظمة».

وخلص الحبر الأعظم إلى القول: «أينما قرّرنا بناء مستقبلنا، في البلد الذي وُلدنا فيه أو في أيّ مكان آخر، يكمن المهمّ في أن هناك دائمًا جماعة مستعدة للترحيب بالجميع وحمايتهم ودعمهم ودمجهم، بلا تمييز ومن دون إقصاء أيّ شخص».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته