في عيد الأب… المسيحيّة تتفرّد بمناداة الله «أبّا»

الله الآب، المحبّ والرحوم الله الآب، المحبّ والرحوم | مصدر الصورة: kostin77/Shutterstock

يُصادف عيد الأب في 21 يونيو/حزيران من كلّ عام. في هذه المناسبة، يطلّ عبر «آسي مينا» الشمّاس جوني ملحم، وهو شاعر لاهوتيّ حائز شهادة دراسات عليا في الفلسفة واللاهوت، لِيُخبرنا عن الله الآب، المحبّ والرحوم.

يقول ملحم: «تتفرَّد المسيحيّة بمناداة الله الآب «أبّا»، فهي ترى الآب رحومًا وودودًا، يهتمّ بأبنائه ويريد خلاصهم، ومشاركتهم بالحياة. هذا الرباط الفريد يساعد في بناء علاقة شخصيّة بين المؤمنين والله، ويُسهم في عبورهم من حال الخوف والعبوديّة، إلى شراكة الحبّ والثقة والعبادة الحقيقيّة».

اللاهوتيّ جوني ملحم. مصدر الصورة: جوني ملحم
اللاهوتيّ جوني ملحم. مصدر الصورة: جوني ملحم

ويردِف: «كلمة "أبّا" لا تدلّ على قدرة الله فحسب، بل على طبيعته بصفته أبًا محبًّا ورحومًا، مجسّدًا عنايته. فهو مصدر كلّ شيء في الوجود؛ الأب الكلّيّ المعرفة، والموجود في كلّ مكان، العليم والعادل والحكيم والكامل والقدّوس».

معرفة الله من خلال الابن

ويُخبِر: «الله الآب هو أبٌ بالثالوث الأقدس، وأب لجميع المؤمنين به، وهو الذات الإلهيّة التي قيل عنها "إِنَّ اللهَ ما رآهُ أَحدٌ قطّ، أَلِٱبنُ الوَحيدُ الَّذي في حِضْنِ الآب هو الَّذي أَخبَرَ عَنه" (يو 1: 18). إذا كان الله محبّة، فالمسيح هو محبوب الآب منذ الأزل وإلى الأبد. والابن ملأ قلبَ الآب بكلّ كيانه، وكذلك فعَلَ الأخير معه».

ويزيد: «هذا الحبّ المتّجه من الآب إلى المسيح، الابن المحبوب، ومن الابن إلى الآب، قد خلق به الله الإنسانَ والعالم والسموات والأرض، وكلّ ما يرى وما لا يرى. وبهذا الحبّ، الله "أَحبَّ العالَمَ حتَّى إِنَّه جادَ بِٱبنِه الوَحيد، لِكَي لا يَهلِكَ كُلُّ مَن يُؤمِنُ بِه، بل تكونَ له الحياةُ الأَبدِيَّة" (يو 3: 16). وهكذا، خلقنا الله الآب بالابن، وبه فدانا أيضًا. وبهذا الحبّ الخالق والفادي، ارتبطنا بالمحبوب الابن، وبالمحبّ الآب، رِباط الوجود والحياة».

أبناء الله الآب

ويكشِف: «على غرار الابن، محبوب الآب، كلّ شخص منّا مدعوّ لكي يكون محبوبًا بالابن، وابن الله بالتبنّي، بنعمة المحبوب المسيح، إذ "قَدَّرَ لَنا مُنذُ القِدَمِ أَن يَتَبنَّانا بِيَسوعَ المسيح، على ما ٱرتَضَته مَشيئَتُه، لِلتَّسْبيحِ بِمَجدِ نِعمَتِه الَّتي أَنعَمَ بِها علَينا في الحَبيب" (أفسس 1: 5-6)».

ويُتابع: «كما ملأ الابنُ قلبَ الآب، هكذا نحن محبوبون بالابن الربّ يسوع. وكلّ إنسان يحبّ المسيح بالحقّ، تُسكب فيه محبّته ومحبّة الآب، فتمتلئ قلوبنا بالحبّ الحقّ والانفتاح على الآخَر. وإذا كنّا اليوم نحيا بالتكَبُّر، لن نتمكّن من فهم الإيمان الحقيقيّ، ولن نمتلك النعمة ونور البصيرة، ولن نبلغ النموّ الروحيّ خارج هذا الحبّ».

ويختِم: «لكي ننْفتح على هذا الحبّ ونمتلئ به، يجب أن ننفتح على يسوع المسيح الذي هو ملء الحبّ والنعمة والبركة: "فمِن مِلْئِه نِلْنا بِأَجمَعِنا، وقَد نِلْنا نِعمَةً على نِعمَة" (يو 1: 16). فعندما يدخل الآب، له المجد، إلى القلب، يصنع له منزلًا، فيتحوّل هذا القلب إلى هيكل يستطيع الربّ أن يسكن فيه».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته