حلب, الأحد 8 يونيو، 2025
مرّت ستة أشهر على ولادة سوريا الجديدة، فما واقع المسيحيين في خلال هذه الفترة؟ وهل تحسّنت ظروفهم مقارنة بالسنوات الأخيرة من حكم الأسد؟
في الأيام الأولى للتغيير، ساد شعور بالخوف لدى المسيحيين من احتمال تعرضهم لأعمال عنف أو مجازر، بخاصة في ظل الخلفيات الإسلامية الجهادية للفصائل المسلّحة التي انتشرت وقتذاك. ومع ذلك، لم تُسجّل أي حالة موثّقة تؤكد مقتل مسيحي بدافع ديني، وإن سقط ضحايا لأسباب أخرى كحوادث السرقة، أو الثأر، أو في هجمات على بعض القرى العلوية، وغيرها.
ورغم أنّ حرية العبادة لم تُمس، لا يمكن تجاهل بعض الحوادث المقلقة كالاعتداء على قبور مسيحية في حماة وشرقي سوريا، واختفاء تماثيل قديسين أو تحطيمها، لا سيما في الجنوب؛ إلى جانب تحطيم متاجر لبيع المشروبات الكحولية والحانات التي يملكها مسيحيون في محافظات عدة.
وكان لافتًا ظهور ملصقات ورقية علّقتها جهة مجهولة على جدران الكنيسة المارونية في طرطوس، تدعو المسيحيين إلى اعتناق الإسلام أو دفع الجزية. وشوهد أشخاص يتجولون في أحياء، منها ذات غالبية مسيحية، مستخدمين مكبّرات الصوت للدعوة إلى الإسلام، وحضّ النساء على ارتداء اللباس الشرعي وتجنب الاختلاط. كذلك، تعرّض شبّان لمضايقات بسبب ارتدائهم سراويل قصيرة أو اختلاطهم بالفتيات. وفي آخر الحوادث، منع مسلحون شبانًا وشابات من الجلوس في حديقة الجاحظ الدمشقية وحطموا النراجيل، قبل أن تأتي عليها النيران في اليوم التالي.