رفع العقوبات الأميركيّة عن سوريا… بارقة أمل للمسيحيّين والاقتصاد الوطنيّ

لقاء رئيس المرحلة الانتقاليّة في سوريا أحمد الشرع والرئيس الأميركيّ، دونالد ترامب بحضور وليّ العهد السعوديّ، الأمير محمد بن سلمان في الرياض لقاء رئيس المرحلة الانتقاليّة في سوريا أحمد الشرع والرئيس الأميركيّ، دونالد ترامب بحضور وليّ العهد السعوديّ، الأمير محمد بن سلمان في الرياض | مصدر الصورة: صفحة رئاسة الجمهورية العربية السورية في فيسبوك

بعد الإعلان المفاجئ للرئيس الأميركيّ دونالد ترامب، أمس من السعوديّة، أنّ بلاده سترفع كامل العقوبات عن سوريا، تعالت أصوات التصفيق في القاعة حيث كان موجودًا. ولم تكُن الأيدي وحدها تصفّق، بل شاركتها أيضًا قلوب السوريّين خلف الشاشات ابتهاجًا. واليوم، اكتملت الصورة بلقاء جمَعَ رئيس المرحلة الانتقاليّة في سوريا أحمد الشرع والرئيس الأميركيّ، بحضور وليّ العهد السعوديّ، والرئيس التركيّ عبر الاتّصال المرئيّ.

وهنا يُطرَح السؤال: ما هي الانعكاسات المحتملة لرفع العقوبات الأميركيّة عن سوريا على شعبها عمومًا ومسيحيّيها خصوصًا؟

لقاء رئيس المرحلة الانتقاليّة في سوريا أحمد الشرع والرئيس الأميركيّ، دونالد ترامب بحضور وليّ العهد السعوديّ، الأمير محمد بن سلمان في الرياض. مصدر الصورة: صفحة رئاسة الجمهورية العربية السورية في فيسبوك
لقاء رئيس المرحلة الانتقاليّة في سوريا أحمد الشرع والرئيس الأميركيّ، دونالد ترامب بحضور وليّ العهد السعوديّ، الأمير محمد بن سلمان في الرياض. مصدر الصورة: صفحة رئاسة الجمهورية العربية السورية في فيسبوك

تحسّن سعر الصرف

أولى النتائج ظهرت سريعًا، إذ شهدت الليرة السوريّة تحسّنًا ملموسًا مساء أمس، بنسبة قاربت 30% أمام الدولار الأميركيّ. وقد يُسهم هذا التحسّن (ومن المُحتمل استمراره) في الحدّ من التضخّم، ما من شأنه أن يُسهّل على المواطنين تأمين احتياجاتهم الأساسيّة، خصوصًا الغذائيّة منها، في بلدٍ نادرًا ما تستطيع فيه العائلات توفير ثلاث وجبات يوميًّا.

انتعاش المهن الحرّة

لطالما اعتمد جزء كبير من المسيحيّين في سوريا على المهن الحرّة، والتجارة، والصناعة، بوصفها مصادر رئيسة للدخل. لكنّ سعيهم نحو حياة أفضل غالبًا ما اصطدم بعقبات تاريخيّة، بدءًا بالعهد العثمانيّ، مرورًا بسياسات «التأميم» في أواخر خمسينيّات القرن المنصرم وستّينيّاته، وصولًا إلى فترة حكم آل الأسد التي قيّدت الحرّيات الاقتصاديّة وتسبّبت بعقوبات دوليّة متلاحقة، اعتبارًا من عام 1979 حين أدرِجَت سوريا في لائحة الدول الراعية للإرهاب.

لقاء رئيس المرحلة الانتقاليّة في سوريا أحمد الشرع والرئيس الأميركيّ، دونالد ترامب بحضور وليّ العهد السعوديّ، الأمير محمد بن سلمان في الرياض. مصدر الصورة: صفحة رئاسة الجمهورية العربية السورية في فيسبوك
لقاء رئيس المرحلة الانتقاليّة في سوريا أحمد الشرع والرئيس الأميركيّ، دونالد ترامب بحضور وليّ العهد السعوديّ، الأمير محمد بن سلمان في الرياض. مصدر الصورة: صفحة رئاسة الجمهورية العربية السورية في فيسبوك

من هنا، فإنّ رفع العقوبات يمنح المسيحيّين متنفّسًا مهمًّا، خاصّة إذا ترافق مع انفتاح اقتصاديّ داخليّ، إذ قد يُسهم ذلك في خفض معدّلات البطالة بينهم، وزيادة قدرتهم الشرائيّة، وبالتالي الحدّ من هجرتهم. ولطالما كان العاملان الاقتصاديّ والخدمة العسكريّة الإلزاميّة (التي ألغِيَت) هما الأكثر تأثيرًا في قرار المسيحيّ لناحية البقاء أو الهجرة، إلى جانب الاعتبارات الأمنيّة التي ما زالت قائمة. ومع تحسّن الأوضاع المعيشيّة، يُتوقّع أن ينعكس ذلك إيجابًا على الوضع الأمنيّ ويعزّز الثقة باستقرار البلاد.

النهوض وإعادة الإعمار

الدمار الواسع الذي خلّفته الحرب جعَلَ سوريا أرضًا واعدة للاستثمارات الأجنبيّة. إلّا أنّ العقوبات الدوليّة، إلى جانب هيمنة جهات احتكاريّة مرتبطة بعائلة الأسد، شكّلت عائقًا أمام ذلك. أمّا اليوم، فيُتوقّع أن تشهد البلاد نهضة اقتصاديّة كبيرة بفضل دخول شركات عربيّة وأجنبيّة كبرى على خطّ الاستثمار، لا سيّما مع احتمال أن يُشجّع القرار الأميركيّ الاتّحادَ الأوروبّي على اتّخاذ خطوة مماثلة تتمثّل برفع العقوبات كلّيًّا، ما سينعكس إيجابًا على قطاعات حيويّة كالكهرباء والمياه والطاقة والخدمات.

وعلى الصعيد الكنسيّ، من المنتظر أن تشهد المجتمعات الكنسيّة نشاطًا متزايدًا، خصوصًا في مجالَي الطبابة والتعليم اللذين أدّى فيهما المسيحيّون وما زالوا دورًا بارزًا، ما قد يُترجَم تطوّرًا ملحوظًا في هذين القطاعَين.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته