حلب, الخميس 22 مايو، 2025
من مستشفى جيميلّي الجامعي في روما، وقبل شهر ونصف الشهر من وفاته، بعث البابا فرنسيس في السابع من مارس/آذار الماضي رسالة إلى الشعب السوري حملت كثيرًا من المعاني. وصلت هذه الرسالة إلى الأب إبراهيم فلتس، نائب حارس الأراضي المقدسة، ردًّا على انطباعاته التي نقلها إلى الأب الأقدس بعد زيارته سوريا أواخر العام الماضي، والتقى في خلالها المؤمنين وقادتهم الروحيين، والرئيس أحمد الشرع. فما فحوى هذه الرسالة ودلالاتها؟
عبّر فرنسيس عن امتنانه لرسالة الأب فلتس والتي وصفها بالـ«القيّمة»، وفرحه بالصمود الروحي لمسيحيي البلاد. وقال: «من المشجّع جدًّا أن نسمع أنّ إيمان المسيحيين السوريين لا يزال قويًّا وأنّ هناك مؤشرات إيجابية لوجود الأمل في المستقبل، رغم اليأس والدمار اللذين سبّبتهما سنوات طويلة من النزاع المسلّح في هذا الوطن الحبيب. ويسرّني أيضًا أنّكم وبعض إخوتكم تمكّنتم من لقاء السلطات المدنية على أعلى المستويات».
كذلك، شجع البابا فرنسيس رهبان حراسة الأراضي المقدسة على مواصلة مهمّتهم «التعليمية» في البلاد، وتركيزهم على فئة الشباب. وأضاف: «إنّ ملاحظاتكم بشأن استعادة حيازتكم عددًا من المدارس التي كانت صودرت سابقًا، وما يترتّب على ذلك من إمكان استئناف واحدة من مسؤولياتكم الحيوية، وهي التعليم، تعدّ مؤشرًا مرحَّبًا به للاتجاه الذي يمكن أن تسلكه سوريا في هذه المرحلة من التجدد الوطني. الشباب هم بالفعل عامل حيوي في مشروع بناء مستقبل أفضل. وإنّني أثمّن جهودكم في دعم مهمتهم النبيلة الخاصة بالتنشئة، كي ينموا ويصبحوا مواطنين مسيحيين ناضجين ومتكاملين».
وأردف: «بشكل خاص، وفي خلال هذه السنة اليوبيلية التي تركّز على موضوع الرجاء، أصلّي أن يتبنّى المؤمنون في هذه الأرض الفرص التي أتاحها الوضع السياسي المتغيّر، وأن يواصلوا السير قدمًا بصفتهم حجّاج رجاء. بهذه الطريقة وبمرافقة أبناء القديس فرنسيس الروحيين، الذين يجسّدون أهمية الحوار السلمي والخدمة المفرحة للآخرين، سيُسهمون إسهامًا كبيرًا في بناء وطن يقوم على ركائز السلام والمصالحة والعدالة والتضامن الأخوي الهادئ».