البابا فرنسيس... قلب خفقَ لسوريا في صلاته ومبادراته الإنسانيّة

البابا فرنسيس يضيء شمعة كبيرة على نيّة أطفال سوريا وضحايا النزاعات في العالم عام 2018 البابا فرنسيس يضيء شمعة كبيرة على نيّة أطفال سوريا وضحايا النزاعات في العالم عام 2018 | مصدر الصورة: عون الكنيسة المتألمة (Aid to the Church in Need-ACN Brasil)

منذ لحظة تولّيه كرسيّ روما الرسوليّ، ارتبط اسم البابا الراحل فرنسيس بسوريا؛ فهو أوّل حبر رومانيّ غير أوروبيّ يتبوّأ هذا المنصب منذ غريغوريوس الثالث (731-741) المولود في سوريا، بفارق 1282 عامًا.

وتحوّل هذا الارتباط من الحيّز التاريخيّ إلى صلب حياة الأب الأقدس ووجدانه، عندما أولى اهتمامًا خاصًّا بالحرب السوريّة التي قال إنّها «واحدة من أكبر الكوارث الإنسانيّة في تاريخنا». ووصف البلاد بكلماتٍ عدّة، منها: «الحبيبة والمعذَّبة والشهيدة».

البابا فرنسيس يستضيف مأدبة غداء مع نازحين سوريّين في مقرّ إقامته الفاتيكانيّ يوم 11 أغسطس/آب 2016. مصدر الصورة: L’Osservatore Romano
البابا فرنسيس يستضيف مأدبة غداء مع نازحين سوريّين في مقرّ إقامته الفاتيكانيّ يوم 11 أغسطس/آب 2016. مصدر الصورة: L’Osservatore Romano

عناية خاصّة بالأطفال

شغل أطفال هذه الجمهوريّة العربيّة حيّزًا كبيرًا من تفكير فرنسيس واهتمامه، فأشار إلى «إمكانيّة رؤية يسوع في وجوههم (...) وجوه عليها أن تهزّ الضمائر» التي دمّرها الشرّ قبل أن يدمّر مباني البلاد وبنيتها التحتيّة.

وعلى نيّة أطفال سوريا وضحايا النزاعات في العالم، أضاء الحبر الأعظم عام 2018 شمعة كبيرة تحمل صور 40 طفلًا معظمهم من حلب. كما كرّس الشهر المريميّ من العام عينه للسلام في سوريا والمعمورة.

البابا فرنسيس يبارك أيقونة «عذراء الآلام معزّية السوريّين» في 15 سبتمبر/أيلول 2019. مصدر الصورة: عون الكنيسة المتألمة (Aid to the Church in Need-ACN Malta)
البابا فرنسيس يبارك أيقونة «عذراء الآلام معزّية السوريّين» في 15 سبتمبر/أيلول 2019. مصدر الصورة: عون الكنيسة المتألمة (Aid to the Church in Need-ACN Malta)

دعوات إلى الصلاة

طلب الأب الأقدس بشكل متكرّر الصلاة من أجل هذه الجمهوريّة العربيّة، مخصّصًا أيّامًا محدّدة لذلك. ودعا إلى رفض الحرب في شكلٍ قاطع، ورأى في الحوار والأخوّة سبيلَيْن للقضاء على تلك الآفّة.

وفي أثناء رحلته التاريخيّة إلى أبوظبي عام 2019، ذكّر الحبر الرومانيّ بمأساة سوريا، مشدّدًا على التزامنا جميعًا، بصفتنا إخوة في العائلة البشريّة، ضدّ منطق القوى المسلّحة، وتقييم العلاقات بوزنها الاقتصاديّ، والتسلّح، وبناء الجدران، وخنق أصوات الفقراء. وبعدها بعامَيْن، وصف سوريا واليمن في رسالته الميلاديّة بأنهما «مأساتان هائلتان منسيّتان (...) جرت فيهما أحداث مروّعة وسط صمت دوليّ مطبق».

البابا فرنسيس يبارك أيقونة «عذراء الآلام معزّية السوريّين» في 15 سبتمبر/أيلول 2019. مصدر الصورة: عون الكنيسة المتألمة (Aid to the Church in Need-ACN Malta)
البابا فرنسيس يبارك أيقونة «عذراء الآلام معزّية السوريّين» في 15 سبتمبر/أيلول 2019. مصدر الصورة: عون الكنيسة المتألمة (Aid to the Church in Need-ACN Malta)

الإسهامات الماليّة والوجود المسيحيّ

ولم يقتصر اهتمام البابا بسوريا على ذلك، بل شمل إسهامات ماليّة ودعمًا إغاثيًّا وصحّيًّا لسكّانها، بمختلف انتماءاتهم العرقيّة أو الدينيّة، عبر الجمعيّات والمنظّمات الكاثوليكيّة. واعتبر أنّ «الدعم المادّي للشعب السوريّ هو السبيل الأكثر مباشرة للإسهام بإحلال السلام في البلاد».

كما دعا باستمرار بلدان العالم، وأُولاها دول الاتّحاد الأوروبي، إلى تمويل برامج المساعدة، ولا سيّما بعد جائحة كورونا وزلزال تركيا وشماليّ سوريا.

ومن مبادرات الأب الأقدس مباركة أيقونة «عذراء الآلام معزّية السوريّين» والمسابح الورديّة قبيل إرسالها إلى المؤمنين في البلاد، فضلًا عن توزيعه أجهزة تنفّس اصطناعيّ إلى المستشفيات السوريّة في زمن جائحة كورونا.

واهتمّ فرنسيس بالوجود المسيحيّ، مؤكّدًا أنّه يفكّر بمن أُرغِموا على الهجرة، ومشدّدًا على ضرورة استقبال دول العالم للسوريّين أيًّا يكُن انتماؤهم الطائفيّ. وبادَرَ عند زيارته اليونان إلى اصطحاب عدد من اللاجئين السوريّين إلى الفاتيكان.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته