البابا فرنسيس: التقاليد الشرقيّة كنز جوهريّ في الكنيسة

البابا فرنسيس يلتقي مؤمنين من الكنيسة السريانيّة الملباريّة في القصر الرسوليّ-الفاتيكان البابا فرنسيس يلتقي مؤمنين من الكنيسة السريانيّة الملباريّة في القصر الرسوليّ-الفاتيكان | مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

أعلن البابا فرنسيس صباح اليوم أنّ التقاليد الشرقيّة كنز جوهري في الكنيسة، بخاصّة في عصرنا الذي «يقتطع الجذور». ورأى أنّ الشرق المسيحي يسمح بالاستقاء من مصادر الروحانيّة القديمة دائمة التجدد.

وكان الأب الأقدس قد التقى في القصر الرسولي الفاتيكاني رئيس أساقفة الكنيسة السريانية الملباريّة في الهند مار رفائيل تهاتيل ومؤمنين منها. واعتبر أنّ الكنيسة الملباريّة عانت في الماضي تحديّات كبيرة. وزاد أنّ الملبار أناس يعيشون الطاعة.

وحيث الطاعة تزدهر الكنيسة، أمّا حيث التمرّد فهناك الانشقاق، على حد تعبيره. واعتبر أنّ طاعة الملبار مجد لهم، ولو تمّت بشكل مؤلم.

وشجّع الحبر الأعظم المؤمنين الملبار على تعزيز انتمائهم إلى كنيستهم من أجل إظهار تقليدها الليتورجي واللاهوتي والروحي والثقافي. لكنّه حذّر من «المرجعيّة الذاتيّة»، مشجّعًا إيّاهم على حماية وحدة المسيحيّين. وطلب منهم عدم الاستسلام أمام المِحَن أو التخلّي عن الرجاء. ودعاهم إلى عيش الإيمان بدهشة كما فعل توما الرسول الذي نظر إلى جراحات المسيح القائم من الموت.

عطيّة إلى الله ومنه

كما التقى فرنسيس اليوم في القصر الرسولي جماعة دير جبل العذراء الواقع في جنوب إيطاليا، وذلك بمناسبة المئوية التاسعة على تأسيسه من قبل القديس غولييمو دا فيرتشيلّي. وأشار البابا إلى أنّ تأسيس الدير لم يأتِ تبعًا لأعجوبة أو حادثة فائقة للطبيعة، بل بتشجيعٍ من أسقف أفيلّينو الذي رغب في أن يجتمع أناس يخدمون الله في الصلاة والتبشير والمحبّة.

ومقتبِسًا من القديس أغسطينوس، طلب الأب الأقدس من الجماعة الديريّة أن تكون عطيّة مقدّمة إلى الله كي تصبح عطيّة من الله. وذكّر الجماعة بأهمّية الصلاة، على حد قول القديس بنديكتوس.

وشدد الحبر الأعظم على ضرورة خدمة زوّار الدير بكرم عبر تقديم سرَّي الإفخارستيّا والاعتراف لهم. ورأى أنّ كون الرهبان معزولين عن العالم، ولكنّهم متّصلون روحيًّا به، يجعلهم علامة لحضور الله أمام زوّار الدير. ونبّههم من التشبّه بعقليّة هذا العالم ووسائله.

ضرورة الانفتاح والحوار

التقى فرنسيس أيضًا أساتذة وتلاميذ من مدرستَي الفاتيكان لعلم الحفريّات والديبلوماسيّة والأرشيف، وتنظيم المكتبات، بمناسبة مرور 140 عامًا على تأسيس الأولى و90 عامًا على تأسيس الثانية. فكشف أنّه ممتنّ لمن يعملون على الاعتراف كلّيًّا بشهادات هاتَيْن المدرستَيْن.

وأشار إلى أهميّة التنبّه في القطاع التعليمي من مخاطر إفقاد العلم قيمته في عصر العولمة، ومن العلاقة المعقّدة مع التكنولوجيّات، ومن أهمّية تقديم التقاليد الثقافية من دون فرضها، ومن عدم استثناء الأشخاص من مصادر المعرفة بل الدفاع عن الجميع ممّا تبثّه وسائل التواصل الاجتماعي من أمور سامّة وعنيفة وغير صحّية. وطلب من الحاضرين الانفتاح على الحوار والاعتناء بالمهمّشين والفقراء.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته