طلبَ البابا لاوون الرابع عشر من الحاضرين صباح اليوم في ساحة القديس بطرس الفاتيكانيّة أن يقدِّموا أمراضهم وأمراض أحبّائهم إلى يسوع، وأن يحملوا إلى المسيح آلام الضائعين. وسألهم الصراخ للربّ، إذ إنّه يتوقّف للإصغاء إليهم.
قدّم الأب الأقدس تأمّلًا عن شفاء الأعمى برطيماوس في مدينة أريحا، بعنوان «تشدّد وقُمْ فإنّه يدعوك» (مرقس 10: 49-52). وشرح أنّه يريد لفت الأنظار إلى جانب أساسي في حياة يسوع، أي شفاءاته.
البابا لاوون الرابع عشر يقدّم تعليمًا صباح اليوم في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا
زيارة «جحيم» أريحا
اعتبر الحبر الأعظم أنّ ذهاب يسوع إلى أريحا أمر معبّر؛ فهو بدأ طريقه إلى أورشليم من «جحيم» أريحا التي تقع تحت سطح البحر. وأشار إلى أنّ يسوع ذهب، بموته، لاستعادة آدم الساقط الذي يرمز إلى كلّ واحد منّا.
البابا لاوون الرابع عشر يقدّم تعليمًا صباح اليوم في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا
وفسّر البابا أنّ كلمة برطيماوس تعني «ابن طيماوس»، وتصف هذا الإنسان من خلال علاقة، لكنّه رغم ذلك يكمن وحيدًا. وزاد أنّ هذا الاسم يعني أيضًا «ابن الشرف» أو «ابن الإعجاب»، ما يدلّ على عكس حالته تمامًا.
البابا لاوون الرابع عشر يقدّم تعليمًا صباح اليوم في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا
صرخة أصبحت صلاة
أردف الأب الأقدس أنّ صرخة برطيماوس: «رحماك، يا ابنَ داوُد، يا يسوع!» تحوّلت في التقليد الشرقي إلى الصلاة الآتية: «يا يسوع المسيح الربّ، ابن الله، ارحمني أنا الخاطئ!». وأكّد أنّ برطيماوس كفيف يرى أفضل من الآخرين كونه يُدرك من هو يسوع.
البابا لاوون الرابع عشر يقدّم تعليمًا صباح اليوم في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا
وشدّد لاوون على أنّ ما من صرخة لا يتوقّف يسوع أمامها ويصغي إليها. وأضاف أنّ عدم ذهاب يسوع إلى الأعمى فورًا سبيل لإعادة تفعيل حياة الأخير ودفعه إلى النهوض من حالاته المميتة.
البابا لاوون الرابع عشر يقدّم تعليمًا صباح اليوم في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا
التخلّي عن الضمانات لأجل الشفاء
أشار البابا إلى أنّ برطيماوس نزع رداءه، على الرغم من أنّه ضمانته ومنزله وما يدافع عنه. وفي ذلك تخلٍّ أيضًا عن الضمانات الظاهرة بهدف الانطلاق نحو يسوع بكلّ هشاشته والسماح له بشفائه؛ وهذه خطوة أساسيّة في أيّ مسيرة شفاء، وفق لاوون.
البابا لاوون الرابع عشر يقدّم تعليمًا صباح اليوم في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا
وتوقّف الأب الأقدس أيضًا على سؤال يسوع الأعمى: «ماذا تريد أن أصنع لك؟» وإجابة برطيماوس: «أن أُبصِر من جديد»، ويمكن للفعل اليوناني الأصلي المُستَخدَم في إجابة الكفيف أن يعني أيضًا «أن أرفع نظري». فالرجل لا يريد استعادة نظره فحسب، بل أيضًا إعادة اكتشاف كرامته. وفي الختام، رأى البابا أنّ الإيمان خلّص برطيماوس ويخلّص كلّ منّا.