مستقبل الأطفال... محطّ اهتمام كنائس حمص السوريّة

لقطة جامعة للمشاركين والمشاركات في الدورة التي احتضنها دير مار يعقوب المقطع  في بلدة قارة-ريف دمشق، سوريا لقطة جامعة للمشاركين والمشاركات في الدورة التي احتضنها دير مار يعقوب المقطع في بلدة قارة-ريف دمشق، سوريا | مصدر الصورة: مركز توق للتدريب والتأهيل المسيحيّ

تُختَتم مساء اليوم الدورة التدريبية التي ينظّمها مركز «توق للتدريب والتأهيل المسيحي» بعنوان «تشكيل المستقبل» تحت رعاية الكنيسة اللاتينية في حلب. وتُقام الدورة في واحد من أقدم الأديار الأثرية السورية العائد إلى القرن السادس، دير مار يعقوب المقطع في بلدة قارة-ريف دمشق، التابع للروم الملكيين الكاثوليك.

يُشرف على الدورة الممتدة على أربعة أيام المدرّبان جيمي كورجي وكرم حنون. ويشارك فيها نحو 50 شخصًا جاؤوا من مختلف كنائس حمص السورية، وهم مربّو التعليم المسيحي أو الشبيبة العاملة بشكل مباشر مع الأطفال بمختلف أعمارهم.

وشدّد كورجي في حديث خاص إلى «آسي مينا» على أهمّية تطوير أدوات المربّي خصوصًا في ظلّ التطور الهائل في وسائل التأثير، والتغيّرات المجتمعية وانعكاساتها على حاجات الطفل. وقال: «من هنا تأتي ضرورة العمل على تكوين ثقافة ومعرفة أساسيّتَين عن الطفل لفهمه بشكل أفضل».

وأوضح كورجي: «وضَعنا أربعة محاور للدورة، ثلاثة منها تُقدَّم في الفترة الصباحية. المحور الأول يتناول مجموعة من أنماط التعامل التي يتبعها بعضهم بشكل عفوي مع الأطفال لكنّها غير صحيحة. على سبيل المثال، الانتقاد المتكرّر لسلوكيات الطفل من دون الفصل الواضح بين سلوكه وشخصه. لدينا كذلك المقارنات، والتمييز، والحماية المبالغ فيها للطفل».

وتابع: «في المحور الثاني نقدِّم بحثًا موسّعًا في نظرية النموّ النفسي لإريك إريكسون، التي تحلِّل المراحل العمرية للإنسان ضمن ثماني مراحل، تتميّز كلّ منها بتحدٍّ يظهر عن طريق "حاجة"، في حال جرى إشباعها اجتاز الطفل المرحلة بأمان واكتسب صفة إيجابية في شخصيته. وقد تطرّقنا إلى آليات التعامل إذا لم يحصل الإشباع في الوقت والعمر المناسبيَن».

وختم كورجي بالإشارة إلى المحور الثالث الذي يسلّط الضوء على التأديب والعقاب والفرق بينهما، كما يقدّم مهارات تعديل السلوك وتقنياته.

من جهته تحدث حنون إلى «آسي مينا» عن المسرح، المحور الرابع للدورة وقسمها الثاني المسائي. وأوضح أنّ «الجلسات تغطي أساسيات الوقوف على خشبة المسرح، لإعطاء المربّي ثقة أكبر والتخلّص من أي شعور بالخجل».

وأضاف: «تحدثنا عن كيفية كتابة النصّ المسرحي سواء كان نصًّا عامًّا أم مستمدًّا من الإنجيل. ثم تحوّلنا إلى مسرح الطفل وخاصّيته، وقدّمنا إلى المشاركين مهارات التعامل لجذب أكبر للطفل وإغنائه بمعلومات أكثر».

وكشف حنون أنّ الفقرة الأخيرة لهذا المحور عبارة عن ورشة عملية تتجلّى في تعليم المربّي كيفيّة إسقاط الإنجيل على خشبة المسرح بواسطة تمثيل أحد نصوصه، أو عن طريق ترميزه ضمن مواقف حصلت في حياتنا ومن ثمّ ربطها مع الأطفال في حلقات حوار.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته