قدّيس نَشدَ السكينة وأرشدَ الرهبان إلى طريق الربّ

لوحة من القرن الخامس عشر للفنّان إنغويران كارتون تُظهر القدّيس روبرتوس دو موليسم لوحة من القرن الخامس عشر للفنّان إنغويران كارتون تُظهر القدّيس روبرتوس دو موليسم | مصدر الصورة: Public Domain via Wikimedia commons

تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القديس روبرتوس دو موليسم في تواريخ مختلفة، منها 5 أبريل/نيسان من كل عام. هو مثال الراعي الصالح الذي عَمِلَ في سبيل خلاص نفوس رهبانه.

وُلِدَ روبرتوس في فرنسا بالقرن الحادي عشر. نشأ وسط أسرة نبيلة. وحين أحسّ برغبة عميقة تجتاحه لاعتناق الحياة الرهبانيّة، ترك كلّ شيء، ودخل رهبنة القديس بنديكتوس، وكان له من العمر خمسة عشر عامًا.

حصّن ذاته بالفضائل السامية، وكان يواظب على الصلاة، وتميّز بقدرته على شرح كلمة الله. فبرز حضوره بين المبتدئين. وبعد انتهاء مرحلة الاختبار التي دامت سنتين، انتخبه الرهبان رئيسًا.

كان روبرتوس مثالًا للراعي الصالح الذي يحضّ الرهبان على العمل بلا انقطاع، في سبيل حصد الفرح الأكمل أي الأبدي. ولمّا نشدَ حياة السكينة بعيدًا من ضجيج هذا العالم، استقال من منصب الرئاسة في دير القديس بنديكتوس. وسار في طريقه إلى البرّية، مناجيًا الخالق ومتولّيًا إدارة شؤون النسّاك الفقراء.

ولمّا بدأ هؤلاء النسّاك يتعلّقون بقشور الأرض، راحت المساعدات تتدفّق عليهم بغزارة. فقرّر روبرتوس عندئذٍ تركهم لمصيرهم، واعتزل في البرّية. ومع مرور الوقت، أدركوا حجم خطيئتهم تائبين عنها. وهكذا رجع القديس إليهم وشدّد أمامهم على ضرورة حفظ القوانين والعمل بها.

وبعد تلك المحطّة، أسَّسَ روبرتوس ديرًا في منطقة سيتو الفرنسيّة فاعتُبِرَ أحد مؤسِّسي رهبانيّة السيسترسيان. وانضمّ إليه عدد كبير من الرهبان، حتى إنّ كثيرين منهم ارتقوا سلّم القداسة.

وأخيرًا، بعدما عاش روبرتوس حياة متوّجة بالعمل الصالح والعطاء اللامتناهي، وكذلك مساعدة الرهبان في إرشادهم إلى طريق الربّ من أجل بلوغهم مجد الفردوس الأبديّ، رقد بعطر القداسة عن عمر ثلاثة وتسعين عامًا.

يا ربّ، علّمنا كيف نسير على مثال هذا القديس، فنتخلّى عن قشور هذه الأرض، ونسعى باستمرار إلى معانقة وجهك القدوس في الحياة الأبديّة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته