كنيسة القدّيسة فيرونيكا... محطّة مقدسيّة على درب الآلام

كنيسة القدّيسة فيرونيكا عند المرحلة السادسة من درب الآلام-القدس كنيسة القدّيسة فيرونيكا عند المرحلة السادسة من درب الآلام-القدس | مصدر الصورة: آسي مينا

تقع كنيسة القديسة فيرونيكا داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس. وترتفع عند المرحلة السادسة على طريق درب الآلام الذي سار عليه المسيح عند حمله صليبه من «بيت الحكم» إلى جبل الجلجثة حيث صُلِب؛ وبالتحديد، بالقرب من كنيسة أوجاع العذراء، في المكان المعروف باسم عقبة المفتي.

يُعتَقَد أنّ المحجّ المكرّس على اسم فيرونيكا موجود اليوم في موقع كنيسة قديمة أو مزار أو منزل مرتبط بالقديسة. وتقول بعض المصادر الشعبية إنّ الكنيسة الأثرية بُنِيَت في القرن الرابع على يد الإمبراطورة هيلانة، والدة الإمبراطور قسطنطين.

فقد زارت الأخيرة القدس وأقامت كنائس ومزارات عدة في المدينة. وتشير بعض المصادر الأخرى إلى أنّ المزار بُنِيَ في القرن السادس، على يد الإمبراطور يوستينانوس، الذي أعاد بناء كنائس القدس وتجميلها.

أمّا الكنيسة الحديثة التي تحمل ذكرى أحد أبرز مشاهد قصة المسيح فبُنِيَت في العام 1894. ويُعتَقَد أنّ هناك مسحت القديسة وجه المخلّص بمنديلها بدافع حبّها له وإشفاقها عليه، لتخفّف عنه بعد وقوعه على الأرض من ثقل الصليب.

كنيسة القدّيسة فيرونيكا عند المرحلة السادسة من درب الآلام-القدس . مصدر الصورة: آسي مينا
كنيسة القدّيسة فيرونيكا عند المرحلة السادسة من درب الآلام-القدس . مصدر الصورة: آسي مينا

وتضيف قصص متداوَلة أنّ فيرونيكا وجدت، حين عودتها إلى منزلها، وجه السيّد المتألّم مطبوعًا على المنديل بشكل عجائبيّ. وبحسب الروايات الغربية، ذهبت فيرونيكا إلى روما وشفت الإمبراطور طيباريوس بمعجزة المنديل وقوّته. وعند وفاتها، تركت المنديل للقديس إكليمنضس أسقف روما. وما زال المنديل العجائبي موجودًا حتى يومنا هذا في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان.

من هي القدّيسة فيرونيكا؟

فيرونيكا شخصية مسيحية تقليدية، اسمها مشتق من اللاتينية، ويعني «الصورة الحقيقية»، وهو اسم أُطلق عليها في القرون الوسطى. قبل ذلك، كانت تُعرف باسم برنيكة أو بيرينيكة، وهي ترجمة يونانية لاسم عبري يعني «الناصرة» أو «المنتصرة».

ومع العلم أنّ لا إشارة إلى قصتها في الإنجيل المقدّس، انتشرت روايات عدة عنها من دون تأكيد مكان ولادتها وتاريخه. لكنّ المعروف أنّها عاشت في القرن الأول الميلادي. ومن أبرز الروايات الشائعة عنها، القول إنّها زوجة زكّا العشار الوارد ذكره في إنجيل لوقا (19: 2-10).

وبحسب بعض الروايات، باعت فيرونيكا وزوجها جميع أملاكهما وذهبا يبشّران بالسيد المسيح فوصلا إلى فرنسا ونشرا المسيحيّة في جنوبها. وهناك روايات أخرى تفيد بأنّها هي نفسها مرتا أخت لعازر، أو ابنة المرأة الكنعانية، أو المرأة النازفة التي شُفِيَت من مرضها عندما لمست هُدب رداء المسيح (متّى 9: 20-22).

أمّا تاريخ وفاة القديسة فيرونيكا فغير معلوم. لكنّ الكنيسة الكاثوليكية تحتفل بتذكارها في 12 يوليو/تمّوز من كلّ عام.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته