صحّة البابا فرنسيس... رحلةٌ طويلة من التحدّيات

البابا فرنسيس على كرسيّ متحرّك في خلال المقابلة العامّة يوم 28 فبراير/شباط 2024 البابا فرنسيس على كرسيّ متحرّك في خلال المقابلة العامّة يوم 28 فبراير/شباط 2024 | مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

يطلّ البابا فرنسيس على العالم بلا انقطاع، ولا تثنيه الصعوبات الصحّية التي يواجهها عن الاضطلاع بواجبه البابوي بامتياز. فقد تعرّض الحبر الأعظم لاضطرابات صحّية عدة منذ شبابه حتّى اليوم.

في الحادي والعشرين من عمره عانى فرنسيس أزمة صحّية خطيرة تسمّى «البرسام» أو التهاب الجنبة. واضطر إلى الخضوع لعمليّة إزالة ثلاثة أكياس رئويّة وجزء من الرئة اليمنى العليا. وعلى الرغم من هذا التحدّي الصحّي الكبير، تمكّن البابا من التغلّب على الأمر واستكمال دراسته ليصبح كاهنًا.

وفي سنّ الـ42، كان فرنسيس يزور طبيبًا نفسيًّا بوتيرة أسبوعية في الأرجنتين لأنّه احتاج إلى مساعدته في كيفيّة التعامل مع القلق في خلال فترة الديكتاتوريّة العسكريّة. وفي هذا الإطار، أكّد أنّ الاستماع إلى موسيقى العازف الألماني يوهان سيباستيان باخ أدّى دورًا إيجابيًّا في حلّ مشكلات صحّته النفسيّة.

وفي العام 2013، كشف البابا فرنسيس للمرّة الأولى أنّه يعاني «عرق النسا»، وهو ألم ينتشر بطول مسار العصب الوركي. وقال في مقابلة: «عرق النسا مؤلم جدًّا! لا أتمنّاه لأيّ شخص». وهذا الوجع أجبره على إلغاء كثير من نشاطاته البابويّة، منها مثالًا لا حصرًا ترؤسه قدّاس رأس السنة عام 2020.

بالإضافة إلى ذلك، واجه الأب الأقدس مشكلة في القولون أدّت إلى دخوله المستشفى عام 2021. وخضع يومها لعمليّة جراحيّة لتخفيف تضيُّق القولون. استغرقت العمليّة ثلاث ساعات وتضمّنت استئصال النصف الأيسر من القولون.

كما ظهرت مشكلات في ركبته عام 2022 حيث استخدم كرسيًّا متحرّكًا في الأماكن العامّة في شهر مايو/أيّار، وذلك للمرّة الأولى منذ عمليّة جراحة القولون. بعدها، خضع فرنسيس لعلاج مدّته أكثر من ساعتَين يوميًّا وذلك لإعادة تأهيل ركبته. وتأجّلت رحلته البابويّة إلى لبنان بسبب هذه المشكلة الصحّية.

وعلّق البابا على موضوع صحّته في المقابلة العامة يوم 15 يونيو/حزيران 2022: «عندما نكون كبارًا في السنّ، لا يمكننا فعل الأشياء نفسها التي كنّا نفعلها في الصغر. الجسد له وتيرة أخرى، يجب أن نستمع إليه ونقبل حدوده. لدينا جميعًا حدود. عليّ أن أستخدم عصا المشي الآن».

وفي نهاية مارس/آذار 2023، أظهرت نتيجة الفحوص الطبّية التهابًا في الجهاز التنفّسي، فتلقّى الحبر الأعظم علاجًا في المستشفى لمدّة ثلاثة أيّام. وفي شهر يونيو/حزيران من السنة عينها، خضع فرنسيس لعمليّة جراحيّة في البطن تمّت بلا مضاعفات. وفي ديسمبر/كانون الأول 2023 ألغى رحلته إلى الإمارات العربية المتحدة بعدما أُصيب بالتهاب في المسالك الهوائية.

وأخيرًا، ألغى البابا مقابلاته الخاصّة يومَي السبت 24 فبراير/شباط 2024 والاثنين 26 منه بسبب نزلة برد خفيفة. ومع ذلك، حضر المقابلة العامّة الأسبوعيّة، إلّا أنّ المونسنيور فيليبو شيامبانيلّي قرأ تعاليمه بدلًا منه. ثم زار المستشفى لإجراء فحوص طبية.

على الرغم من جميع هذه الصعوبات الصحّية، يلتزم البابا فرنسيس خدمة الكنيسة ويحافظ على روحه الإيجابيّة ويتأقلم مع الشيخوخة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته